زيارة “رئيس دولة فلسطين” في مرمى نيران المحور الايراني

ABBAS

“زوبعة في فنجان محمود عباس في بيروت من أجل سلاح المخيمات، هل يمون ؟؟؟ اصلا حتى يتحدث عن اوضاع المخيمات وسلاحها؟ والحمدلله أن السلطة اللبنانية أوعى منه، لقد منعته من عقد مؤتمر صحافي حتى لا يشتم ويتطاول على الآخرين كما يفعل دائماً، ولقد أثبت رئيس الجمهورية حتى هذه اللحظة انه يتحلى بالوعي وبعد النظر، سواء لجهة سلاح المقاومة وبرنامج بسط السلطة اللبنانية، او لجهة الاوضاع الفلسطينية المعقدة، نرجو الله ان يتم علينا هذه النعمة”, رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود في 23 أيار 2025.

لقد عادت الذاكرة انطلاقاً من مضمون كلام الشيخ الناشط النشيط في محور ايران، الى محطات كثيرة كانت فيها السلطة الفلسطينية “الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين” مستهدفة وتحت نيران نظام الاسد وبعده محور الممانعة بقيادة ايران.

كما عادت الذاكرة انطلاقاً من كلام حمود الممانع المسيء للشرعية الفلسطينية ولرئيسها ولزيارته ومدلولاتها السيادية بالايجابية التي ابداها “بسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات” بدءا من العاصمة بيروت” الى عبارة سحب سلاح الحزب بدءاً من جنوب الليطاني”، كما عادت الذاكرة الى ما كان قد قاله رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون في 23 شباط 2025  لدى استقباله رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، في قصر بعبدا منوّها “بما صدر عن قمة الرياض الأخيرة، التي شاركت فيها إيران، لاسيما تأكيد حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وعلى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين”.

 يتماهى موقف الشيخ ماهر حمود الممانع ابن المحور الايراني مع مواقف فلول الفصائل اللبنانية والفلسطينية الملحقة والتابعة لايران والناطقة بلسان محورها، المستهدِفة لزيارة رئيس دولة فلسطين محمود عباس والمستهدِفة لشرعيته ولسلطته اذ ان الزيارة الرسمية التي حصلت في 21 أيار 2025 كانت محط أنظار وانتظار وآمال اللبنانيين قبل الفلسطينيين، اذ انها أتت بعد عشرات السنين على ابرام اتفاق القاهرة في 1969 الذي شرّع الوجود المسلح في المخيمات وخارجه وبعد عشرات السنين على إلغاء هذا الاتفاق والذي ألغى “مفاعيله غير السيادية” في حزيران 1987 و”استكمل الغاء مفاعيله” داخل وخارج المخيمات في اتفاق الطائف 1989 ومن بعده في القرار 1559 الصادر عن  مجلس الامن في ايلول 2004، والذي عاد واكد وشدد على تطبيقه قرار مجلس الامن الصادر في آب 2006 الذي حمل الرقم 1701 وآلياته التنفيذية الالزامية في اتفاق وقف اطلاق النار التي وافق عليها مجلس الوزراء اللبناني في جلسة 27 تشرين الثاني 2025.

اتت زيارة عباس كذلك بعد سقوط النظام السوري لتسقط معه المواقع العسكرية للمنظمات الفلسطينية التابعة له مستسلمة مسلّمة لتلك المواقع مع اسلحتها للدولة اللبنانية ولجيشها اللبناني.  

بعد كل تلك التطورات ما زال الممانعون سواء كانوا فلسطينيين حمساويين او جهاديين اسلاميين او كانوا لبنانيين من بعثيين او حزبيين الهيين او ملحقين، مصرّين على اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وكلنا يتذكر كيف ان “الممثل الشرعي” للشعب الفلسطيني الرئيس ياسر عرفات كان مخوّناً مهدوراً دمه من الممانعين انفسهم حتى في فترة حصاره في مقره في فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي اذ وصل بالأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله ان حرّض على قتل الزعيم التاريخي الفلسطيني في 1 تشرين الاول 1998 بقوله صراحة وجهاراً:

“إن عالم الشرفاء اليوم يتطلّع الى اللحظة التي يوضع فيها حدّ لهذه المهزلة والخيانة والسقوط. الا يوجد في الشرطة الفلسطينية، من ضباطها وجنودها الذين يريدهم عرفات حراساً للإسرائيليين… ألا يوجد شخص بينهم يحسّ بالكرامة؟ شريف، يخرج على عرفات كما خرج خالد الإسلامبولي ليقول إن وجود ياسر عرفات على وجه هذه الارض هو عار في حق فلسطين، وفي حق العروبة، وفي حق الإسلام؟”.

الجدير ذكره ان خالد الاسلامبولي هو من قام باغتيال الرئيس المصري محمد انور السادات.

انطلاقاً كذلك مما زعمه، وعن خطأ متعمّد، “شيخ” مقاومة الحزب والممانعين ماهر حمود ان رئيس الجمهورية جوزاف عون “منع” الرئيس عباس “من عقد مؤتمر صحافي حتى لا يشتم ويتطاول على الآخرين كما يفعل دائماً”، مستذكراً حالماً باعادة مرحلة “النظام الامني السوري اللبناني” برئاسة لحود ومحاولاً اسقاطها على مرحلة “العهد الجديد” برئاسة جوزاف عون الذي وعد وتعهّد بالبدء بتنفيذ سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات خلال اسبوعين بدءاً من بيروت، نستطيع ان نستنتج ان الشيخ الممانع حمود يشاهد او يتمنى ويحلم لعل الرئيس عون وعساه بقوم بما قام به الرئيس لحود الذي كان يرأس اجتماع القمة العربية في بيروت في 27 آذار 2002 حين “منع” الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات “المحاصر” في مقره من إلقاء كلمته عبر الاقمار الصناعية، وقد أعلن الوفد الفلسطيني الانسحاب من الجلسة بعد “أن تجاهل الرئيس اللبناني إميل لحود رئيس الدورة الحالية طلباً بإعطاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دوره لإلقاء كلمته أمام القمة” حسبما قال رئيس الوفد الفلسطيني للقمة فاروق القدومي الذي حمّل مسؤولية انسحاب الوفد لرئاسة القمة.

وقد حذا حذو الفلسطيني، الوفد السعودي بالانسحاب والوفد القطري بتخفيض مستوى مشاركته في القمة دعماً للموقف الفلسطيني وشجباً واستنكاراً لموقف وتصرف رئيس القمة اميل لحود.

الاكيد على ما تبيّن ان حمود وكل الممانعين  المتوجسين من زيارة عباس لم يقرأوا جيداً او لا يريدون ان يقرأوا التطورات الاخيرة التي استجدت على محورهم منذ اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 وما تلاه من سقوط نظام بشار الاسد في 8 كانون الاول من العام نفسه لتسقط معه أي فرصة لاعادة عظام المحور التي أصبحت رميماً، وخاصة بعد ان حزمت الدولة اللبنانية أمرها ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة والوزراء باعتمادها وتعهدها وعزمها على تنفيذ خطاب القسم وكلمة التكليف والبيان الوزاري بما يخص “حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها” وبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية وانهاء ازدواجية السلاح، سواء كان السلاح فلسطينياً او لبنانياً غير شرعي وسواء كانت الأراضي جنوب او شمال الليطاني او المخيمات الفلسطينية داخل او خارج بيروت.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: