سباق تكنولوجي نحو المستقبل… الإمارات متصدّرة إقليمياً ولبنان “متزعزع” داخلياً

emirates-technology

في هذا الزمن المتطور والمتقدم، أصبحت التكنولوجيا عاملاً أساسياً من المهم وجوده أو إدخاله إلى أنظمة بلاد العالم كافة، لذلك، دخلت معظم الدول سباق التطور، باذلةً جهودها وأموالها لتصبح سبّاقة في هذا المجال. وككافة الأمور، التكنولوجيا هي سيف ذو حدين، إذ يراها البعض، مجالاً سيأخذ العالم نحو مستقبل أفضل وأسهل، في المقابل، يراها البعض الآخر كسلاح فتّاك يتيح نصراً ساحقاً لمستخدميه.

دولياً، نرى أن أميركا والصين هما الدولتان الأكبر اللتان تتنافسان في هذا المجال، وعربياً، نرى أن “الإمارات استفادت من معركة الآخرين، لتصبح الأولى إقليمياً، وحتى أصبحت تجاري نسبياً التطور العالمي”.

في السياق، أشار مستشار التأمين وتقييم المخاطر ومؤشرات أداء العمليات والذكاء الاصطناعي جهاد فيتروني، في حديثه لموقع “LebTalks” إلى أن “الإمارات بدأت بشقّ الطريق في مجال التكنولوجيا منذ أكثر من 10 سنوات، وتراها تعطي أولوية لهذا المجال، إذا جعلته جزءاً في عدة مهن وخدمات”، قائلاً: “العمل اليوم قائم على تحويل الإمارات إلى دولة ذكية، لكن ذلك يواجه تحديات عدة، إذ يتطلب تجهيز بنى تحتية متطورة، بالإضافة إلى رسم صورة دقيقة لمستقبل الإمارات التكنولوجي”.

أضاف: “تتضمن خطة 2030، العمل بقدر الإمكان على التطور التكنولوجي، بحيث أن ذلك ما يتطلّبه واقع التطور الحالي في العالم”.

وأردف: “منذ عدة سنوات، وضعت الإمارات هذا المجال في لائحة أولوياتها، وبدأت بالاستثمار بشكل كبير فيه”، قائلاً: “نرى اليوم تنافساً تكنولوجياً ملحوظاً على المستويات وفي القطاعات كافة، ما يؤدي إلى التقدم بسرعة وبكلفة أقل”، لافتاً إلى أن “التكنولوجيا تُقلّل نسبة الخطأ إلى حدّ الصفر بالمئة تقريباً، كما أنها تختصر الكثير من الوقت بالإضافة إلى الأموال”، مقارناً “الأعمال والمشاريع بين وضعها الحالي والسابق”.

وتابع: “تمكنت الدولة الإماراتية، بعد سنوات من العمل الدؤوب، من احتلال المركز الأول في أسواق الدول العربية والشرق الأوسط في مجال التكنولوجيا”.

وقال: “للأسف يتناول الأشخاص حول العالم فكرة خاطئة عن هذا المجال، ناتجة عن قلّة تمتّعهم بالوعي للتعامل مع التطور، إذ إن هناك البعض، فاكرين أنه من الممكن لأدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من إلغاء الكثير من الوظائف أو بالأحرى الاستغناء عن الإنسان فيها، لكن على عكس ذلك، ستُخلق فرص عمل جديدة من خلال فتح أبواب للأشخاص الهادفين إلى التوغل في هذا المجال”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن نكران أيضاً أن هناك بعض الوظائف التي ستلغى، لكن بالطبع، ليس بالطريقة الخطيرة التي يتخيّلها البعض”.

وأعطى فيتروني مثلاً عن أشكال التطور السابقة، إذ قال: “منذ حوالي الـ15 أو 20 سنة، أي عندما بدأت الهواتف الخليوية بالانتشار في الأسواق، عدد كبير من الناس رفض استخدام الخليوي رفضاً قاطعاً، فاكرين أنه شيء معقّد ويحتاج إلى الخبراء، لكن ها نحن اليوم لا يمكن لأحد أن يستغني عن هاتفه، إذ إنها تُشكّل جزءً لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية”، مشيراً إلى أننا “نواجه الوضع نفسه اليوم، لكن بانتشار أسرع وأكبر”.

ولفت إلى أنه “لا يجب ولا يمكن للإنسان أن يتوقّف عن تعلّم واستكشاف أشياء جديدة، إذ إننا نعيش في عالم سريع التغيّر، ومن المفترض علينا مواكبته”.

واستطرد: “أثّر النمو التكنولوجي في الإمارات ليس فقط على الدولة بل على المنطقة ككلّ والعالم أيضاً، وذلك إثر تمتع الدولة بالإرادة والقدرة المالية”، مفيداً بأن “الإمارات تعمل على الدوام على تطوير هذا المجال، لذلك نشهد تقدّم أرقامٍ يوم بعد يوم، وسنة بعد سنة”، مضيفاً: “سنشهد في كل ثانية تطوراً جديداً، لذلك على الناس ركوب هذه الموجة والمضي قدماً”.

ورأى أن “الإمارات وصلت إلى مراحل تطور مطابقة نسبياً مع الدول الكبرى مثل أميركا”، مؤكداً أنها “الأولى بين دول المحيط”.

واعتبر فيتروني، عند سؤاله عن مستوى لبنان في مواكبة التطور التكنولوجي، أن “العائق الوحيد الذي يقف أمام تقدّم لبنان هو الوضع الأمني المتزعزع”، مشيراً إلى أنه “في حال عاد الأمن إلى طبيعته، تلقائياً ستبدأ الاستثمارات في البلد”، معتبراً أيضاً أنه، “لن يكون من الصعب التطور لأن لبنان لديه أدمغة، أي العامل البشري، وهو بحاجة فقط إلى الأمان”، ذاكراً أنه “لطالما برع اللبنانيين في جميع أنحاء العالم وفي المهن كافة”.

السيادة، والأمن، والاقتصاد، 3 عوامل تُشكّل ركائز كل دولة حول العالم، إذ إما تتوفر هذه الركائز وتدفع البلد نحو الإشراق، أو في حال أي خلل بهذه العوامل، سينغمس البلد بالمشاكل، أو على الأقل لن يتمكن من مجاراة العالم بالتنمية.

ويدلّ الوضع الحالي في لبنان، على أن البلاد تفتقر للثلاثة عوامل، إذ أمنه متزعزع وخاصةً بعد اندلاع اشتباكات الجنوب في 8 تشرين الأول 2023، ولا رئيس جمهورية منذ حوالي السنتين، وغارق باقتصاد الكاش منذ بدء الأزمة الاقتصادية في العام 2019، لذلك متى سيتمكّن لبنان من نيل الإصلاح داخلياً حتى ينمو ويتطور، وصولاً إلى العالمية؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: