Search
Close this search box.

ستبقى الرئيس المتربّع على العرش…

Bashir Gemayel

انها جمهورية الـ21 يوماً من عمر لبنان، التي رسم الرئيس بشير الجميّل مسارها، فبنى مشروع الدولة القوية القادرة على تطبيق القانون على كامل المساحة الجغرافية، انها الجمهورية الحديثة الآتية في مهمة محدّدة: “دفن دولة المزرعة الى الابد وتحرير لبنان من الغرباء الطامعين به”.

مشروع بشير لم يكن وليد العام 1982، اذ بدأ منذ دخوله الحياة الحزبية ومن ثم العسكرية، مروراً بترؤسه قيادة المقاومة اللبنانية، وصولاً الى تاريخ إنتخابه في 23 آب 1982، التاريخ المفعم بالسيادة والكرامة والمحفور في الاذهان والقلوب.

حلم الدولة القوية أعلنه بشير خلال تلك الايام المعدودة، فترافق مع شعارات وطنية ودعوات الى كل اللبنانيين: “أتيت لأطلب منكم الحقيقة مهما كانت صعبة”، هذا هو نهج بشير الذي شكّل مفصلاً أساسياً في تاريخ المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.

حلم ببلد سيّد حرّ ومستقل فجسّده بسرعة هائلة، من خلال الجرأة والإستقامة وفرض هيبة الشرعية، كان الرمز والرئيس القوي الذي بحثنا عنه فوجدناه سهماً مرّ كالبرق في سماء لبنان، لكنه بقي الحاضر الأكبر رغم غيابه بالجسد..

ظاهرة بشير الجميّل انه كان القائد العسكري والرئيس المعتدل، وصاحب المقولة الشهيرة “نحن قدّيسو هذا الشرق وشياطينه”، اي جمع القوة والديبلوماسية معاً، ومدّ يده الى كل اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، فتوجّه الى المسلمين بجملة حملت الكثير من الاصداء، فأعطت دفعاً قوياً الى الشريك في الوطن: “أقول للمسلم  بشير الجميّل سيف بيدك وليس ضدّك”.

أين نحن اليوم من حلم بشير…؟!

لطالما حلمنا بوطن لا يحوي الدويلات ولا السلاح الميليشياوي ولا الدخلاء ولا أصحاب الولاء الخارجي، ولا الغرباء ولا الوصايات، ولا أصحاب شعار “الأمر لي”، والى ما هنالك من شواذات لم يكن لبشير أن يسمح بها.

ولكن هيهات من كل هذا، في ظل وجود كل ما ذكرناه من إستباحة للدولة بقوة السلاح، وفرض قرار الحرب بالقوة، ما يجعلنا نستذكر بأنّ الثائر يهدف دائماً الى إحقاق الحق، ويتمرّد على كل التسويات، ولا يترك لبنان للمندسّين والمتاجرين به وللموالين للخارج، بل يواصل النضال بمنطق الدولة التي لا تنزلق من اجل المصالح الخاصة، لكن للاسف سيبقى كل هذا مجرد حلم في ظل غياب مَن صنع الجمهورية القوية، فيما غيره لم يحقق شيئاً خلال عقود…

ما أحوجنا اليوم الى قائد أكبر من كل الألقاب، الى رئيس نزيه لا تميل كفّة ميزانه إلا للعدل والقانون، الى رئيس مسلّح بالحق قادر ان يقول لا لسلطة الامر الواقع، فهل نجد هذا الرئيس يوماً؟.

في الختام نقول: “سيبقى بشير ذلك القابع على عرش قلوبنا واذهاننا، وسيبقى الرئيس الحاضر في الوجدان اللبناني، انه قدر الاحرار ان يستشهدوا من اجل الاوطان الحرّة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: