اكثر من 15 مليون نسمة يتنفسون هواء ملوثاً ويشربون من آبار تنضب ويعبشون فوق ارض تسحل من تحت اقدامهم ما سيضطرهم الى هجر العاصمة طهران والتوجه جنوباً على سواحل خليج عمان.
خطر رحيل الشعب عن طهران قالها صراحةً الرئيس الايراني مسعود بزشكيان منذ ايام وقد تقدم باستقالته على خلفية الازمة الاقتصادية الخانقة في ايران وتصاعد الاحتقان الشعبي.
فقد قررت الدولة بناء عاصمة جديدة كلفته 100 مليار دولار بينما طهران تنؤ تحت وطأة العقوبات الدولية،
وقد اكدت المعلومات ان امام طهران اسابيع لتصل الى نقطة الصفر فيطرح هنا السؤال الكبير: اين امكانات الدولة؟ اين امكانات تلك التي ارادت يوماً مقارعة اسرائيل المتقدمة تكنولوجياً وعسكرياً وتريد تحدي الاميركي، لا تقوى على معالجة مسألة مياهها؟ لا تقوى على اصطناع الامطار اسوة بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات وسواهما من دول تملك الموارد والامكانات؟
فأمام سلسلة ازمات متشعبة اذا بالحكومة تفكر بالتخلي عن العاصمة التاريخية طهران بعد حوالي 240 عاماً كمركز ثقل سياسي.
والجدير ذكره ان أزمة المياه والجفاف بدأت منذ سنوات، ففي ايلول 2020 وصل 70% من خرانات تزويد طهران بالمياه الى مستويات منخفضة، والمعلوم ان تلك الخزانات تخزن 258 مليون متر مكعب من المياه المتبقية كخزان ساد لاتيان التي بلغت نسبة تقلص مياهه الى 90% فيما نسبة هبوط الامطار السنوية تقلصت من 270 ملم سنوياً الى 100 ملم للعام 2025 بحسب اخر المعلومات.
طهران بحسب فايننشال تايمز تعاني من اسوأ هبوط ارضي او خسوف ارضي في العالم يصل الى 30 سنتمتراً جنوب غرب طهران فيما نسبة 5 سنتمتر في المعايير الدولية يعتبر مستوى خسوف كارثي بسبب الجفاف الشديد واستنزاف المياه الجوفية ناهيك عن خطر الزلازل الحقيقي في طهران وهي تقع فوق منحدرات جبال البرز المتقاطعة مع خط صدع زلزالي كبير وتضرب هزات ارضية طهران كل عام.
60% من المباني لا تستوفي معايير السلامة بحيث ان اي تعرض في طهران لزلزال قوي يعد كارثي التداعيات
ويبلغ عدد الوفيات السنوي 6400 شخص بسبب التلوث المناخي.
قيادات في الحرس الثوري تؤيد نقل العاصمة الى مكان اخر خارج طهران بعيداً من مراكز التجمعات السكانية إبعاداً للاحتجاجات الشعبية المتواصلة ويكون بإمكان الحرس الدفاع عن النظام حال اندلاع ثورة.
مكران هي المرشحة لتكون العاصمة الحديدة جنوب البلاد على بعد 1400 كم من طهران وهي منطقة تاريخية وجغرافية شاسعة تمتد لمسافة 1000 كلم مقابل خليج عمان وتمتد من مضيق هرمز الى سهل السند الباكستاني.
فمكران تحتوي هلى احتياطات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي مع إطلالة مباشرة على خليج عمان وهي تضم خنادق صواريخ ضخمة وتقع على خط تجارة الصبن وباكستان وخط تجارة روسيا حتى الهند.
لكن ومن الناحية الجيو سياسية فإن نقل العاصمة الى مكران قد يجعلها في مرمى القوات الاميركية في خليج عمان حيث الاسطول الخامس ينتشر في خليج عمان وتقطنها البلوش في إقليم سيسنتان وبلوشستان وهي جارة هذا الإقليم.