كتب جان بيار وهبة: تتنوّع أشكال الإعتداءات على مراكز العبادة ليس في لبنان وحسب إنما في دول العالم أيضاً، فبعضها يتعلّق بالسرقة وغيرها يتعلق بالتخريب، فيما تحضر الجهات الأمنية أحياناً، بحال كانت “الجريمة حرزانة”.
فالإعتداءات لم تقتصر فقط على دور العبادة إنما أيضاً على الرموز بحجة “هيدا Fashion” مثل صنع شجرة من الاحذية أو وضع صليب أو تأليه انسان بوضع صورته، كصورة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله على الشجرة العيد.
الى ذلك وككل عام يحل علينا عيد الميلاد ومع ذلك تبدأ الشوارع والطرقات العامة ترتدي حلة العيد وككل عام نرى انتهاكات فاضحة بحق الرومز الدينية وهذه السنة “اتحفتنا” شركة الاحذية Timberland بتعليق صور على لوحات الاعلانية للاحذية بشكل شجرة العيد وتغطيها الانوار وعلى رأسهم النجمة.
ولم يكتفِ المحرضون بكل الأشكال الشنيعة، إلا ووضعوا صورة نصرالله على الشجرة كانتهاك صارخ لمعنى العيد وروحانيته وكأن أي سياسي في لبنان له رمزية في هذا العيد، ولم يكتفوا بهذا القدر من السخرة التي قاموا بها حيث وضعوا أيضاً صور قتلاهم الذين قتلو “على طريق القدس” لا على طريق لبنان.
إذا دخلنا في الشق الروحي فالنجمة في الميلاد هي النور الذي قاد الماجوس لدى يسوع. ويسوع هو نور العالم الذي يقودنا لملكوت الله.
توضع النجمة في البيت على رأس الشجرة أو زينة على سطح المنزل كإشارة لولادة المسيح، أما اللون الأخضر للأشجار دائمة الخضرة فيبقى كما هو طول أيام السنة، وهو يرمز للشباب والأمل والتجديد وأكثر الألوان غزارة في الطبيعة.
الأوراق الإبرية الشكل لشجرة عيد الميلاد تتجه نحو الاعلى وترمز إلى الصلوات المتجهة نحو السماء، ومع ذلك، الشموع على شجرة الميلاد كانت تمثل تقدير الإنسان للنجمة أما الآن فتستخدم الأشرطة الضوئية لذكرى ميلاد المسيح.
ومع هذه الإساءات التي إنتهكت تلك الرموز، توجهنا الى رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو بو كسم اذ عبر عن رفضه التام واستنكاره لهكذا تعديات.
وقال بو كسم إن “شجرة الميلاد ترمز الى الحياة ومروفضة هذه التعديات على رموزنا الدينية المسيحية لذالك سنتوجه الى النيابة العامة التمييزية وجرائم المعلوماتية والعمل معهم على تصليح هذا الخطأ”، مشدداً على “أن الرموز ليست بموضة”.
ولفت غامزاً الى أنه هناك من “يصطاد في الماء العكرة” على الرغم من الوضع الراهن في البلاد وحساسية المرحلة.
أما عن عبارة “نور من نور” الذي استخدمت كشعار لتأبين نصرالله، فأشار الى أنه “لو استخدوا شي تاني ويتركولنا رموزنا”، وبعد التواصل مع القيمين لم تعد تستخدم أو التداول فيها.
وختم بو كسم بالتوجه الى النيابة العامة بالتحرك على الفور لاخذ التدابير اللازمة بحق المخالفين لانه هذا ما يسبب النعرات الطائفية بين اهل البلد الواحد.
فالقصة ليست وليدة اليوم، فشهدنا في الامس القريب الاعتداء على مغارة الميلاد في فاريا، اذ تم وضع سلاح بدلاً من طفل المغارة.
واذا اردنا الاسترسال في الانتهاكات نزيد مئات الاسطر. فلم يعد مقبولاً كل ما يجري، لذا لا بدّ من معالجة هذا الموضوع من قبل الجميع الفرقاء إثر خطورة المرحلة، مع ضرورة وعي المسؤولين والاجهزة الامنية والسياسيين لانه “طفح الكيل”.