شارل جبور لـLebTalks:  مشهد الكشافة يجسّد نهاية مشروع "الحزب"

mahdi

أعاد مشهدُ التجمع الكشفي التابع لحزب الله التذكير بوجه الحزب الحقيقي، كتنظيمٍ عقائدي مسلّح يزرع أفكاره في عقول الأجيال منذ الصغر، ويحوّل الطفولة إلى امتدادٍ لمشروعٍ عسكري وإيديولوجي يقوم على الطاعة والسلاح بدل المواطنة والانتماء للدولة. فبدلاً من أن تكون الكشافة مساحةً للتربية والالتزام الوطني، تحوّلت إلى أداة تعبئة تعبّر عن ذهنية "الحزب" التي لم تتغيّر، رغم تحوّلات المرحلة وانكفاء المشروع الذي غذّاه لعقود.

في هذا السياق، أشار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور إلى أنّ "الإشكالية الأساسية تكمن في أنّ الأولاد المشاركين في التجمع الكشفي لحزب الله هم نتاج مشروعٍ مسلّح، ومع انتهاء هذا المشروع، الذي بدأ بالانحسار في غزة وسوريا وجزئياً في لبنان، سيزول بالكامل من جذوره، وحينها لن نعود نرى مثل هذا المشهد".

فالمشهد الحالي، بحسب جبور، "هو نتيجة تراكم أربعين عاماً من واقعٍ مرتبط بالسلاح وبوضعيةٍ كانت قائمة في مرحلةٍ سابقة".

أضاف جبور أنّه "من الطبيعي ومع انتهاء هذا المشروع، سنكفّ عن رؤية هذه المشاهد، لأن انتهاء السلاح يعني أيضاً انتهاء الموارد المالية، وبالتالي فرض حصار على الحزب".

وأوضح أنّ الظروف التي نشأ فيها "الحزب" كانت عسكرية وقتالية وحربية، أما اليوم فقد تغيّرت هذه الظروف. فظروف النشأة تختلف عن الظروف الراهنة. وطرح سؤالاً جوهرياً، بعد انتهاء هذا المشروع، ماذا يبقى من هذه الأيديولوجيا؟ وبعد انتهاء السلاح، كيف يمكن أن تُترجم؟".

وتابع جبور قائلاً إنّ "المشكلة اليوم مع فريقٍ مسلّح يجرّ البلاد إلى الحروب"، مضيفاً: "أما إذا لم يعد يملك سلاحاً، فليحتفظ بأيديولوجيته، فهي لا تخيفني. فالمشهد الذي رأيناه لا يعني أنه يمثل المستقبل، بل هو تراكم أربعة عقود من واقعٍ معين".

وختم بالقول إنّ "مرحلةً جديدة بدأت، ويجب الإيمان بأنّ الناس تتبدّل مع الحياة، فمن عاشوا في ظروف الحرب والميليشيا والمنار والسلاح ونصرالله، عليهم أن يبدأوا العيش في ظروف مختلفة عن الماضي وبعيدة من جذور مشروعهم. ولن يبقوا كما رأيناهم بالأمس، فهذه الصورة مصطنعة في جوهرها ولا تخيفني بما تمثله للمستقبل".

وفي الخلاصة، فإنّ مشهد "الكشافة" ليس مجرّد استعراضٍ عابر، بل دليلٌ إضافي على أنّ "الحزب" لا يزال أسير مشروعٍ انتهت صلاحيته، يحاول إنعاشه بشعاراتٍ ومظاهر شكلية تخفي عمق أزمته. ومع تبدّل الظروف الإقليمية وانحسار التمويل والسلاح، يبدو "الحزب" كمن يتمسّك بماضٍ ينهار أمامه الحاضر والمستقبل، في وقتٍ بدأ فيه لبنان وشعبه يبحثان عن هويةٍ جديدة، خارج عباءة الميليشيا والسلاح.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: