صوت الجبل يهتزّ: ارتدادات السويداء تصل لبنان... وبلديات الشوف تتأهب!

shouf2

في لحظة توتر غير مسبوقة، تعود السويداء لتتصدر المشهد السوري – اللبناني، ليس فقط من بوابة الصراع الداخلي، بل بما تحمله من تأثير مباشر على واقع الطائفة الدرزية في لبنان، وعلى البيئة الأمنية في جبل لبنان بشكل خاص.

تشهد مناطق عدّة في ريف السويداء الغربي، لا سيما في بلدات سليم، شهبا، وسهوة بلاطة، اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو. المعارك التي اشتعلت نتيجة تراكمات أمنية وعشائرية، اتخذت طابعًا دمويًا، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى، في ظل حالة من الفوضى الإعلامية والاتهامات المتبادلة حول المسؤوليات.

لكن ما يجعل هذه الأحداث ذات طابع إقليمي، هو القلق المتصاعد في جبل لبنان، حيث لا تُقرأ هذه الاشتباكات بمعزل عن التركيبة الطائفية الحسّاسة في الداخل اللبناني، ولا عن تداعيات التهجير أو إعادة التموضع الأمني المحتمل.

استشعارًا بخطر تمدد التوتر أو استغلاله لزعزعة الاستقرار المحلي، عقدت بلديات عدة في قضاء الشوف وعاليه اجتماعات طارئة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، نتج عنها سلسلة إجراءات غير مسبوقة.

معلومات خاصة لموقع LebTlaks كشفت عن مصادر رسمية أن أبرز هذه الإجراءات تمثّلت:

-دعوة الأهالي إلى الإبلاغ الفوري عن أي تحرّك مشبوه أو نشاطات غير مألوفة.

-إلزام المؤجّرين بتقديم بيانات دقيقة إلى البلدية خلال أسبوع، تتضمن أسماء وأعداد المستأجرين ضمن نطاق كل بلدة.

-إقفال الطرقات الفرعية بعد الساعة الثامنة مساءً، في محاولة لتقييد التنقّل الليلي والحد من التحركات المريبة.

وتضيف المصادر أن البلديات المجاورة التزمت بالتوصيات ذاتها، في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام التعبئة الشعبية إبان فترات التهديد الأمني الداخلي، مع فارق أن التهديد هذه المرة خارجي الطابع، داخلي التأثير.

في الخلاصة، بالرغم من التباينات السياسية بين مكونات الطائفة الدرزية في لبنان، إلا أن ما يحصل في السويداء يبدو كأنه يؤسس لوحدة وجدانية عابرة للحدود، لكنها تحمل أيضًا قلقًا وجوديًا من احتمال أن تُستَهدف بيئة جبلية لبنانية هشّة تحت تأثيرات الخارج.

وبينما يتضامن كثيرون مع دروز سوريا في محنتهم، يبرز السؤال الأهم: هل يتحوّل جبل لبنان إلى خط دفاع أو إلى ساحة اختبار؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: