Search
Close this search box.

علاقات “الحزب” الاعلامية مع الاعلام “العميل” للعدو

كتب أنطوان سلمون – ان من يرى ماكينات الممانعة في الضخ الاعلامي الاعلاني ووجهته، يخال للوهلة الاولى ان المعركة الكبرى والاساسية الدائرة حالياً إنما تخاض بوجه حملة الاقلام والتابليت واللابتوب من صحافيين ومراسلين ومحللين واصحاب رأي ومفكرين عرب ولبنانيين عملاء للصهاينة مروجين لافكاره متبنين لرواياته مثبطين لعزيمة المقاومين والنازحين والصامدين.

لقد ذكّى ما ورد في المؤتمر الصحافي لمسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف في 12 ايلول 2024 من امام “الردميات” على طريق مطار بيروت، هذا الاعتقاد وذاك الخيال بزعمه “ان الساحة الإعلامية مفتوحة على مصريعها للهوا الاسرائيلي السام دون قيود وضوابط في غياب القوانين أو في غياب تنفيذ القوانين”.

وفي اطار هجومه على الاعلام الذي لم يسلم منه وزير الاعلام زياد مكاري ولا رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوض وهما من الخط نفسه الملحق بالحزب والتابع له، كما لم يسلم منه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر عفيف “نقل” بيانات الناطق باسم الجيش الاسرائيلي وبيانات الحكومة الاسرائيلية ونقل تصاريح وزرائها من الموبقات والادلة على عمالة تلك المحطات والقيمين عليها وعلى المراسلين والصحافيين والناشطين وغيرهم من الذين وقع عليهم حكم “العلاقات” الاعلامية باقامة العلاقات مع اسرائيل.

امام هذه الاتهامات التي تصل الى حد التحريض على القتل وهدر الدم، ومن زاوية اعلامية بحتة ومن نفس الوجهة التي انطلق منها المسؤول الاعلامي يصبح من الضروري ان نلقي نظرة على الاداء الاعلامي للنموذج الذي يمشي حزب عفيف على هديه وعلى خطاه سياسياً دينياً مالياً عسكرياً وطبعاً اعلامياً اذ ان المقاربة الاعلامية الاخيرة التي انتهجها نظام الجمهورية الاسلامية في ايران للرد على التساؤلات عن حقيقة مصير خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآاني، وعلى التسريبات والروايات المتعددة المتناقضة والمختلفة والتي صدرت عن الوسائل الاعلامية الايرانية نفسها، بعد ازدياد الحديث عن “استشهاده” مع خليفة نصرالله السيد هاشم صفي الدين توّج في الاداء الايراني النموذجي الاعلامي الاعلاني مع ما قاله ممثل خامنئي على ان “عدم رد الحرس الثوري على شائعات اختفاء قاآني “نجاح باهر” وان عدم الرد قد أربك العدو”، واتى هذا التصريح بعد ما صدر عن الايرانيين انفسهم واعلامهم عن ان قآاني سوف يظهر ويقلد وساماً من المرشد الأعلى في الايام المقبلة وذلك قبل اسبوع، وعن ان قآاني يحقق معه بشبهة العمالة هو او رئيس مكتبه او بتهمة التورط او الاهمال في قضية اغتيال نصرالله وانه تعرّض لازمة قلبية اثناء التحقيق معه، لتصبح المعلومات الاولية التي بثها الاعلام الاسرائيلي اقرب الى المصداقية من روايات النموذج الايراني.

من نفس النموذج نقرأ في بيان الحرس الثوري الايراني في 11 تشرين الاول 2024 الذي أعلن عن انتشال جثمان الجنرال في الحرس عباس نيلفروشان الذي سقط في 27 ايلول 2024 في الضربة التي استهدفت السيد حسن نصرالله.

لننطلق من هذا الخبر لنلج الى الاداء الاعلامي لعلاقات الحزب التي كانت مقطوعة عن حقيقة ما جرى في 27 ايلول مما جعل اللبنانيين والعرب جميعاً ووسائل الاعلام الدولية والعربية واللبنانية الممانعة منها والمعارضة متقفية ومتابعة للاخبار بما يسرّبه الاسرائيليون او بما تسرّبه “مصادر الحزب” عن نجاة نصرالله من الضربة وما عادت العلاقات الاعلامية واكدته بعد تأكيد الاعلام الاسرائيلي والجيش الاسرائيلي قبل ساعات. وليزيد خبر انتشال جثة عباس نيلفروشان بعد اسبوعين على اعلان الحزب انتشال جثة الامين العام بحالتها الجيدة حسب اعلام ومصادر الحزب، التشكيك بمصداقية اعلام الحزب وتدحض اي صلة او علاقة او “علاقات” مع الحقيقة التي يبدو انها ضائعة.

نفس الامر من “النقل” عن جيش العدو واعلامه تكرّر مع اغتيال فؤاد شكر وابراهيم عقيل واركان الرضوان ونبيل قاووق بانتظار الاعلان الاسرائيلي التأكيدي على مصير هاشم صفي الدين ومن خلاله حقيقة مصير قآاني ووفيق صفا ليبنى على التأكيد الاسرائيلي نعياً وتأكيداً من العلاقات الاعلامية في الحزب بعد طول اتكال على “مصادر الحزب” التي لطالما تنفي وجودها العلاقات الاعلامية نفسها.  

الأكيد لن نتهم العلاقات الاعلامية في الحزب بما اتهمت به المحطات التي تنقل تحذيرات افيخاي ادرعي بوجوب اجلاء الأماكن والأبنية المهددة بالقصف كون المواطنين القاطنين ليسوا على موجات العدو التلفزيونية ولا من المتابعين لصفحات العدو على اكس او فايسبوك او انستغرام، ولكن من المفيد بمكان ونحن في عصر “العالم الذي اصبح قرية صغيرة”، وفي عصر التسابق على المعلومات ان نذكّر بعدم جدوى اعلام احمد سعيد وفشل الصحافة “الصحّافية” والاعلام الاحادي الموجه في الحجب والقمع والرواية الواحدة المفروضة من علياء الحاكم بأمر السلاح.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: