علاقة “المرّ” مع الأحزاب ع “القُطعة”و”القَطعة”

2238625_1713814113

كان لافتاً كلام الياس المرّ نائب رئيس الحكومة السابق بعد اعلان نتيجة انتخابات اتحاد بلديات المتن الشمالي التي اسفرت عن فوز شقيقته ميرنا المر برئاسة الاتحاد، عندما تباهى انهم (أي آل المر) “ليسوا من الأحزاب ولا هم حزب” وكأنه يشيطن الاحزاب على طريقة “الحزب” الحليف الممانع بتخوين الخصوم.

المفارقة ان الياس المرّ شخصياً كان قد تولّى حقيبتي الداخلية والدفاع في ظل النظام الامني السوري، المحكوم من حزب البعث العربي الاشتركي النظام الحاكم في سوريا والذي كان حاكماً في لبنان منصّباً حكامه وحكوماته ومعيّناً لوزرائها ومنهم دولته ودولة والده الثابتتان الوديعتان في حكومات الانقلاب السوري على الطائف بعد اغتيال رينيه معوض الذي كان قد رفض قبيل اغتياله فرض نظام حزب البعث الحاكم توزير المهندس الوالد الراحل ميشال المر وايلي حبيقة، ليصبح دولتا الأب والإبن وزيرين ثابتين في الداخلية والدفاع ونيابة رئاسة مجلس الوزراء ولتكون يومها تسمية السياديتين على تلك الوزارتين في ظل نظام الحزب الحاكم ذاك او في فترة حكمه وهيمنته من دون مضمون وعلى غير مسمّى.

المفارقة أيضاً ان الياس المرّ حين تحدث عن الحزب والاحزاب في 2025 كان يقصد حزب الكتائب اللبنانية، الحزب نفسه الذي ضمّ ميشال المر والد الياس على لائحته الانتخابية ضمن الحلف الثلاثي والذي كان أيضاً تحالفاً للأحزاب في العام 1968 والذي ضم الكتائب له آنذاك بمثابة الخطوة الاولى التي انطلق منها آل المر في الندوة النيابية وفي الحياة السياسية لا جنباً الى جنب مع حزب الكتائب وحسب بل مرفوعاً ومنتخباً من الحزب الذي خونه نجله بعد 75 عام.

طبعاً تبرز المفارقة في كلام وسياسة المر الابن والحفيد، حين يتذكّر القارئ وقوف ميشال المر لا بل تنقله مع الحزب السوري القومي الاجتماعي تارة واطواراً مع حزب الكتائب اللبنانية وتحديداً في الدور الذي لعبه في التحضير لانتخاب مؤسس القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية، كما يتذكر او يقرأ القارئ الدور الذي لعبه ميشال المر مع قيادات القوات اللبنانية، وتحديداً مع الثنائي سمير جعجع وايلي حبيقة، ولاحقاً مع هذا الاخير، اذ كان ميشال المر سنداً سياسياً ومالياً لـH.K من دمشق مع الاتفاق الثلاثي الى باريس الى زحلة وصولاً الى مساعدته ومساندته له في عملية 27 أيلول 1986 باختراق المناطق الحرة الشرقية المسيحية.

وهنا يحضر دور الياس المر في تأسيس صحيفة الجمهورية “لقوات حبيقة” ولم يكن تواجد الياس المر يوم 15 كانون الثاني 1986 في مكتب ايلي حبيقة في مقر جهاز الامن في الكرنتينا تواجداً في الصدفة.

بعد الطائف خاض ميشال المرّ جنباً الى جنب الانتخابات النيابية والبلدية مع احزاب الوصاية السورية بوجه القوى السيادية وطبعاً لا يغيب عن ذاكرة احد او باله دور الصوت الارمني في إيصال لوائح المر في المتن الشمالي منذ العام 1992 وحتى انتخابات البلدية عام 2025، كما لا يغيب عن انتباه أحد ان الصوت الارمني انما يأتي من قرار حزبي لا عائلي ولا قروي ولا بلدتي هو قرار حزب الطاشناق.

من نفس اطار البُعد والابتعاد المزعوم عن الأحزاب لن يتناسى الناس وخاصة الذين اقترعوا لميشال الياس المرّ في انتخابات 2022 ومنهم حزب الطاشناق وحزب القومي السوري الاجتماعي وشيعة الحزب وحركة امل في المتن الشمالي، تموضع ميشال المر الحفيظ في كتلة “حزب” المردة برئاسة طوني سليمان فرنجية.

مشهد قد يردّ على “مبدئية” المرّ حول الاحزاب هو في التحاق دولة الرئيس ميشال المرّ بركاب التيار الوطني الحرّ وجلوسه عضواً من أعضاء تكتله بعد انضوائه تحت راية لائحته في العام 2005.

مشهد مناقض هذه المرة يُرَدُّ فيه على “مبدئية” المرّ حول الأحزاب وخاصة حزبي الكتائب والقوات اللبنانية هو في زيارة ميشال المر الى معراب في زيارة الى الدكتور سمير جعجع قبل انتخابات العام 2009 حيث خاض المرّ الأب غمار المعركة الانتخابية في نفس الخندق واللائحة مع مرشحي القوات والكتائب في المتن الشمالي.

استكمالاً للمشهدية المتناقضة مع “المبدئية” المخالفة للأحزاب “الملوثة يديها” بالدم حسب التوصيف الموسمي وع”القُطعة” و”القَطعة” لـ”المرّ” أباً وابناً وابنة وحفيداً، نتوقف عند الرسالة “الوجدانية” “الودية” التي وجهها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق الياس المر في الأول من أيلول من العام 2013 الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لمناسبة القداس السنوي لشهداء القوات اللبنانية الذي كتبها المر وكأنه يتلو فعل ندامة استباقي على ما نطق فيه كفراً وافتراءً وبهتاناً، بعد اثني عشر عام بحق “حزب” القوات:

“حضرة رئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع المحترم،
تحية طيبة وبعد،
لمناسبة القدّاس الاحتفالي السنوي الذي يقيمه حزب القوّات اللبنانية لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، نستذكر معكم كوكبة من الشباب الذين ضحّوا بدمائهم من أجل استمرارية هذا الوطن وبقائه حرّا سيداً مستقلاً. وإذ نُعزّي ذوي الشهداء الذين سلكوا درب الشهادة ليحيا لبنان، نتطلّع بعين الأمل الى المستقبل من أجل استمرار هذا الوطن في جميع مكوّناته وعائلاته، بالرغم من المخاطر التي تتهدّده من كل حدب وصوب. إلّا أننا نرى أنّ اللبنانيين قادرون على تخطّي المصاعب بتكافلهم وتضامنهم وقدرتهم في المحافظة على الإنجازات الوطنية التي حقّقوها، لكي لا تذهب دماء الشهداء هدراً”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: