في الخامس عشر من أيلول الجاري ضمناً، أي بعد نحو أسبوع من الآن، تنتهي العطلة القضائية لينطلق عمل المحاكم والدوائر القضائية بزخمٍ مفترض هذه المرة لتلازمها مع إقرار التعيينات القضائية وصدور التشكيلات والمناقلات ومنها المجلس العدلي الذي ترنو اليه الأنظار انطلاقاً من الدور الذي سوف يضطلع به مع احتمال صدور القرار الإتهامي في ملف انفجار مرفأ بيروت كما هو متوقع في أواخر العام الجاري.
السؤال المطروح والمشروع في هذا السياق هو مَن سيحرّك الملفات المتراكمة في أدراج المجلس العدلي ومنها ما يقبع فيها منذ عقود مثل ملف اختفاء أو تغييب الإمام موسى الصدر وصولاً الى جريمة انفجار مرفأ بيروت التي أُحيلت اليه في العام 2020، ونقول أن السؤال مشروع اذا عرفنا أن آخر جلسة لهذا المجلس كانت قد عُقدت منذ 16شهراً وكانت مخصصة للمتابعة المحاكمة بجريمة انفجار خزانات الوقود في بلدة التليل العكارية والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
في الأساس، المجلس العدلي يُعتبر محكمة استثنائية لا يمكن اللجوء اليها تلقائياً إذ إن الجرائم تُحال اليها بقرار من مجلس الوزراء فقط وذلك بناء على اقتراح من وزير العدل بعد استشارة مجلس القضاء الأعلى، علماً أن أحكام هذا المجلس مبرمة أي انها غير قابلة للاستئناف أو التمييز بحيث يصدر عنه الحكم النهائي ولا يمكن المراجعة فيه وهو غير قابل للطعن.
المجلس الحالي يتألف من الرئيس الأول لمحاكم التمييز القاضي سهيل عبود يعاونه أعضاء أصليون هم القضاة:سهير الحركة، أسامة منيمنة، جانيت حنا وكلنار سماحة، وهناك أعضاء احتياطيون وهم القضاة: فادي صوان، حبيب رزق الله، ندى دكروب، رندا حروق وفادي العريضي، وقد تمَّ اقتراح هذه التشكيلة من قبل وزير العدل المحامي عادل نصار، بعد استشارة مجلس القضاء الأعلى وتمت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء.
العارفون بخفايا الأمور في الدوائر القضائية لا ينفون نوعاً من التسييس" في عمل هذا المجلس المناط به النظر في الجرائم التي تمس أمن الدولة أو تهدد السلم الأهلي، فهل يدرك القيّمون على مسار عمل هذا المجلس ومِن ورائهم السلطة السياسية حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه خصوصاً في الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي أو الخارجي أو التآمر على الدولة أو الفتنة الطائفية؟وهل ستتحقق فعلاً لا قولاً استقلالية القضاء مع بدء سريان السنة القضائية الجديدة مع ما تحمله من عوائق ومطبات قد يكون أبرزها وأهمها القرار الاتهامي في ملف انفجار المرفأ؟