كتبت لينا البيطار في موقع “LebTalks”:
على عكس المعتقد السائد، فإن الأراضي المقدسة ليست موطناً لليهود والفلسطينيين فقط، بل هي موطنٌ متجذّرٌ في التاريخ السحيق لخليطٍ متنوّعٍ من الإتنيات والثقافات وتشمل أقليات مثل الأقباط والبدو والأثيوبيين والدروز الذين يشكّلون رابع جماعة دينية في الأراضي المقدسة بصفتهم أقلية إثنية من المواطنين العرب لأنهم يعتبرون أنفسهم “عرباً” لكن ضمن مجتمعٍ منفصل عن العرب.
دروز إسرائيل يشكّلون نسبة 7,6% من مجمل عدد السكان العرب، وقد وصل عددهم، بحسب إحصاء العام 2019 الى 143 ألف نسمة، يُضاف إليهم الدروز القاطنون في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وضمتها اليها بشكل رسمي في العام 1981، ما أعطاهم صفة “مقيمون دائمون” بموجب قانون مرتفعات الجولان، مع الإشارة الى أن عدد الموحدين الدروز في العالم يناهز المليون نسمة في دول الانتشار، أما دروز الداخل الإسرائيلي فينتشرون في أكثر من 19 بلدة وقرية فوق قمم الجبال في شمال إسرائيل إما بشكل منفردٍ أو مختلطّ مع المسلمين والمسيحيين، ومن أبرز تجمعاتهم السكنية الجليل ودالية الكرمل وعسفيا ومجدل شمس التي هي على مرمى حجر من جبل الشيخ.
الدروز الذكور الذين يحملون الهوية الإسرائيلية ملزمون بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، مع الإشارة الى أن هذه المسألة ترخي بثقلها على المجتمع الدرزي المنقسم بين مؤيد ومعارض لهذه الخدمة، وهم يتماهون الى حدّ كبير مع إسرائيل من خلال الشراكة اليهودية- الإسرائيلية باعتبارها “عهد دمٍ” (إيبريت داميم باللغة العبرية) وهو مصطلح يُستخدم لوصف العلاقة الوثيقة بين الدروز واليهود، علماً أن هناك أقلية صغيرة منهم تؤمن بالمفهوم العام للصهيونية، فهم الطائفة غير اليهودية الوحيدة في إسرائيل التي يُطلب من ابنائها الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي.
تمايز الموحدين الدروز يتجلّى أيضاً في القطاع التربوي من خلال مدارس خاصة بهم تتّبع مناهج دراسية مستقلة ومختلفة عن سائر المدارس، مع الإشارة الى أنهم يتقنون اللغتين العربية والعبرية.
في المحصلة، يمكن وصف وضع الدروز في الأراضي المقدسة بأنهم جماعة عرقية متميزة داخل إسرائيل تحافظ على كيانها المستقل بموجب ما يمكن وصفه “بالحكم الذاتي” بكل تفاصيله.