Search
Close this search box.

عيد التحرير برسم هذه التساؤلات!

عيد التحرير

الجميع يذكر والتاريخ حاضر، ليشهد كيف أنه بعد الحرب العالمية الثانية وتدمير أوروبا والحرب الطاحنة آنذاك، كان مشروع مارشال لإعادة أعمارها، ومن ثم المصالحات، وإلغاء الحواجز السياسية، وفتح البوابات، وتوحيد أوروبا سياسياً، وبالتالي بات هناك الاتحاد الأوروبي، ومن ثم المسألة لم تعد تحتاج إلى أي تأشيرات وعوائق وسواها، وثمة عملة واحدة ألا وهي اليورو، وهبت أوروبا لمساندة أي دولة على شفير الإفلاس لتنقذها، كما كانت الحال في قبرص واليونان وإسبانيا والبرتغال وسواهم.

أما في لبنان، فانتهت الحرب، وكان اتفاق الطائف الضامن للسلم الأهلي، والدستور في آن، لكن بقيت المناكفات والحروب والخطاب الطائفي والمذهبي والانقسامات وسواها، بعد حروب طاحنة من حرب 1975، وما سميت آنذاك بحرب السنتين، وبعدها توالت الحروب بكل أشكالها وألوانها.

أما وبعد الاحتلال الإسرائيلي وعملية الليطاني العام 1978، و”فتح لاند” وسواهم، وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي العام 1982، وعناقيد الغضب وعدوان نيسان العام 2000، فكانت حرب التحرير وتحرر الجنوب، وكان هناك إضافة لعيد وطني وعطلة رسمية سميت بعيد التحرير في 25 أيار من كل عام، السؤال المطروح لماذا الحرب اليوم طالما هناك عيد تحرير؟

دائماً أعياد التحرير تأتي بعد انتهاء الحرب وإعادة كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، وهذا ما تقدم عليه أي دولة، لكن السؤال طالما الحرب انتهت وثمة عيد، فلماذا ينادون بتحرير مزارع شبعا وقرى الغجر وسواهم؟ هذا السؤال المطروح، فكان هناك عطلة منتصف الأسبوع المنصرم، أي يوم السبت، لا، بل وقد صادف عطلة رسمية، فكان الاثنين لتحتجب الصحف وسواها من القرارات المتخذة انسجاماً مع روحية هذا العيد، ما يطرح التساؤل، طالما ثمة عيد تحرير نكرر السؤال لماذا العطلة الرسمية طالما لم تحرر كامل القرى والبلدات في الجنوب؟ مما يخلق حالة تناقضات لا مثيل لها وغير موجودة في أي دولة، إلا في قاموس لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: