استفاق لبنان والضاحية اليوم الإثنين على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت عنصراً مهماً في “حزب الله” في حي معوض. وأبعد من هوية العنصر وأهميته، تعطي هذه العملية انطباعاً بأن تل أبيب ستستهدف “الحزب” أينما كان.
تسقط اسرائيل كل الخطوط الحمراء، وتجتمع كل المؤشرات لتدل على أن لبنان بات امام خيارين لا ثالث لهما، الخيار الأول هو ان تطبق الدولة الاتفاق الذي وقعته في 27 تشرين الثاني 2024 ويقوم الجيش بدوره، أما الخيار الثاني فهو مؤلم بعدما اعطي الجيش الإسرائيلي غطاءً أميركياً واضحاً بالضرب مجدداً وتدمير ما تبقى من “حزب الله”.
واذا كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يفعل كل ما بوسعه لتجنيب لبنان الحرب ويقون باتصالات مكوكية مع واشنطن ويزور الدول الخارجية واخرها فرنسا لحماية لبنان، الا أن رئيس الحكومة نواف سلام غير مستعد لمواجهة “الحزب” وهو في مواقفه المتناقضة يحاول تدوير الزوايا تارة بالقول ان الثلاثية القديمة باتت وراءنا وتورا باعتبار مواقف وزير الخارجية يوسف رجي السيادية لا تعبر عن الحكومة، وبالتالي يطرح سؤال مهم وهو هل يستمر سلام في رئاسة الحكومة اذا استمر بالتراخي والتذاكي على المجتمع الدولي؟
يعيش لبنان أوضاعاً أمنية وديبلوماسية وسياسية خطيرة عشية عودة المبعوثة الاميركية مورغات اورتاغوس الى لبنان، في حين تريد ايران استغلال “حزب الله” في لبنان لمحاولة خلط اوراق جديدة في المنطقة لتحدي واشنطن وتحسين شروط المفاوضات.
وتشير المعلومات الى وجود سيناريو اميركي يعمل عليه في الكواليس يرسم خطة اطباق على “حزب الله” من الجهة الشمالية الشرقية عبر الجيش السوري ومن الجنوب عبر الجيش الإسرائيلي، وبالتالي لا تراجع عن ضرب البنية العسكرية وخطوط تمويل “الحزب”.
وتبدو المعادلة واضحة وهي اذا رضخت ايران لشروط الرئيس دونالد ترامب وذهبت الى اتفاق نووي جديد بشروط واشنطن فيعني ذلك توجيه ضربة قاضية للحزب والحلفاء وفق شروط ترامب.
واذا رفضت ايران شروط ترامب ولم تذهب إلى اتفاق نووي جديد فيعني توجيه الضربة القاضية لايران وبالتالي نهاية للحزب والحلفاء.
توجه واشنطن ضربات قاسية للحوثيين في اليمن، وتعمل على انهاء أذرع ايران في المنطقة، وما الفارة على الضاحية الا استمرار لضرب “حزب الله”، فعند اتخاذ واشنطن قرار اسقاط طهران، لا تريد لأي جماعة أو ذراع خربطة هذا الأمر والتجند للرد.