في ظل التفلّت الأمني وغياب أي شعور بالمسؤولية، يدفع اللبناني يوماً بعد يوم ثمن الوضع المأزوم، بعد اختطاف منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان يوم الأحد 7 نيسان، ليتم العثور عليه جثة يوم الاثنين 8 نيسان في سوريا.
هكذا لُخصت عملية قتل باسكال: إسم جديد على قائمة أسماء الاغتيالات في لبنان.
اعتاد اللبنانيون على مشهد الاغتيالات، في ظل غياب حس الانسانية، فباسكال المواطن، الأب، الزوج، الصديق، الابن، الموظف، الناشط السياسي، كل هذه المسؤوليات والألقاب اختفت بعد جريمة قتله.
“لاء دخيلك لاء ما تقتلني عندي ولاد”، هي الكلمات الأخيرة لباسكال، هكذا ودع عائلته وأحبابه، غاب باسكال عن أولاده، باسكال أساس المنزل وربّ البيت، وانكسر عمود البيت بعد مقتله.
هكذا وبكل دم بارد “تيتموا اولاد باسكال” بعد ذاك اليوم.
غاب السند والصديق لدى زوجة باسكال، وصار الحمل عليها.
هكذا أيضاً خسرت زوجة باسكال الرفيق والحبيب في لحظة تخشى الدولة اللبنانية حماية مواطنيها ويتم الاستهتار بدم شهدائها، ميشلين، الأم والزوجة المناضلة، المكافحة، وفي خضمّ محنتها، لم يصدر عنها إلا الكلام الوطني، هي مثال المرأة المسيحية التي تربّت على الرجاء والإيمان المسيحي.
أما والدة باسكال فلا يمكن بالطبع التكلم عن حرقة قلب أم خسرت ابنها بهذه الطريقة.
لا داعي للحديث عن وجع كل أمّ تنتظر عودة ابنها وموعودة به لكن للأسف “يا فرحة ما تمت” في ظل المنظومة الفاسدة.
كل هذا الكلام لا يكفي للحديث عن محبة الناس والأصدقاء الذين تواجدوا عند الوداع الاخير لباسكال، واذ أمكن القول “الحشد الجماهيري”.
بالدموع والورود نودّع اليوم باسكال الناشط السياسي في حزب “القوات اللبنانية”.
جريمة قتل باسكال أبكت اللبنانيين الذين لا يزالون يؤمنون بالقيم الأخلاقية ويتمتعون بالشرف والايمان والضمير.
“يا ضيعان قلبو” كانت الجملة التي يرددها اللبنانيون ان كان من الغريب او القريب.
هكذا يودع لبنان أبناءه وإذا أردنا أن نصحح المعلومة: هكذا الدولة تودع أبناءها في كل مرة تغيب وتتناسى القيام بواجباتها.
اليوم نودع باسكال سليمان لكننا نأمل كلبنانيين بمعرفة الحقيقة ونيل العدالة، لأن هذه المرة كانت الضحية عائلة باسكال، وغداً ربما عائلة أخرى.