العلاقة اللبنانية ـ السعودية تاريخية بامتياز، وثمة روابط وصداقات قديمة العهد جمعت بين الملوك المتعاقبين وشخصيات لبنانية، ما أعطى هذه العلاقة نكهة خاصة.
اليوم العيد الوطني للمملكة العربية السعودية، العيد الـ95 حيث غدت المملكة قبلة الأنظار من خلال التحديث والتطور والرؤية الثاقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أي خطة 3020 التي حولت المملكة إلى مصاف الدول العصرية وتخطتها بأشواط في أماكن كثيرة ما جعلها دولة متماسكة في كل المجالات وعلى الأصعدة كافة.
من هنا، أن لبنان الصديق الأقرب إلى المملكة العربية السعودية حيث ثمة جالية لبنانية كبيرة تحظى بأفضل معاملة، والمملكة من وقف إلى جانب لبنان منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عندما انطلقت الحرب الأهلية المؤسفة العام 1975 وكانت إلى جانبه في المحن والملمّات والصعوبات التي مرت على البلد وانعقدت قمة الرياض العام 1976 لانقاذ لبنان، وتوالى الدعم السعودي إلى أن جاء اتفاق الطائف ثمرة جهد من الرياض فكان من أوقف الحرب وأسكت المدافع والضامن للسلم الأهلي وهو الدستور.
اليوم، في العيد الوطني للمملكة، نتطلع إلى دور السعودية في ظل التحولات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والتي تعتبر دراماتيكية فتبقى المملكة من يحافظ على سلامة الشعوب ويدوّر الزوايا ويسعى لتحييد الحروب والحفاظ على التضامن العربي وفي الوقت عينه الحفاظ على الثوابت والمسلمات التي لن تتخلى عنها المملكة تحت أي طائلة ما يقوم به اليوم الأمير محمد بن سلمان من دور ريادي ليس على مستوى الخليج والعالم العربي وحسب، إنما على الصعيد الدولي وما لقاءاته بزعماء العالم وتأكيد المؤكد بدوره وحضوره ورؤيته والإشادة به أكان من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكل قادة العالم نظراً لهذا الدور فكان أن قام بسعي لإطلاق الأسرى بين روسيا وأوكرانيا وقام أيضاً بأدوار مختلفة متقدمة في كل المجالات من أجل وقف الحرب في هذه المنطقة وتلك حيث بؤر الحروب والانفجارات والأزمات ما يعني أننا اليوم أمام دولة لها شأنها وحضورها ومكانتها، إنها المملكة العربية السعودية وذلك يعود إلى حكمة قائدها والرأي السديد في كل ما يقوم به.
من هنا، نحن في لبنان عانينا الحروب والأزمات والقتل والتهجير والظروف الاقتصادية الصعبة تبقى المملكة من يحتضن لبنان ومن أعاد إعماره مراراً وتكراراً والرهان دائماً على مملكة الخير لمساعدة ودعم لبنان.
في العيد الوطني للمملكة العربية السعودية الـ95، لا يسعنا إلا أن نبارك لقادة المملكة وشعبها الشقيق وما بلغته من تقدم في كل المجالات وهذا فخر للسعودية وللعرب وللعالم قاطبة وبالتالي نتطلع في لبنان إلى عودة المملكة إلى كل الربوع اللبنانية لأنها وتاريخياً لها في كل منطقة في لبنان صداقات وعلاقات قديمة العهد مع شخصيات لطالما ساهمت وساعدت في تطوير هذه العلاقات، وإن مرّت بعض الغيوم السوداء نتيجة طيش البعض فإن العلاقة بين لبنان والمملكة أسمى بكثير من أي حرتقة من هنا وأخرى من هناك.
في هذا العيد الوطني نتقدم بالتهاني القلبية الحارة لقادة المملكة وسفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله البخاري لنبارك لها عيدها وعسى أن نلتقي قريباً لأن ما يجمع بين بيروت والرياض يبقى محطات وذكريات لا تنسى ولن ننساها وستعود إلى ما كانت عليه في السابق والعود أحمده.