من الموفد الفرنسي في بداية حرب السنتين العام 1975 موريس كوف ديمورفيل، إلى جورج غروس، وصولاً إلى هارفي دي شاريت الذي أرسى تفاهم نيسان، و الآن جان إيف لودريان، السؤال المطروح ماذا عن الدور الفرنسي؟
في هذا السياق، أشارت مصادر موثوقة لموقعlebTalks إلى أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جاءت بدعوة من السفير السعودي وليد البخاري للمشاركة في العيد الوطني للمملكة الذي كان مقرّراً إقامته في 23 الجاري بدارة السفير في اليرزة، ومن ثم لقاءاته بكافة المسؤولين السياسيين والروحيين، وذلك بناء على معطيات كشفها السفير البخاري لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عندما التقاه في معراب منذ أسبوع، والأمر عينه ينسحب على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عندما قال: “توصلنا في لقاء الرياض الذي شارك فيه المستشار في الديوان الملكي الدكتور نزار العلولا و حضور السفير البخاري ومن ثم الموفد الفرنسي، إلى إسمين للرئاسة ومن الخيار الثالث، وسيطرحهما لودريان خلال زيارته لبنان.”
من هنا، يقوم الموفد الفرنسي بتسويق هذه الفكرة التي قد تكون جزءاً من الحل الكامل، على اعتبار أن المسألة تحتاج إلى تسوية للقرار 1701 وانتشار الجيش، الى أمورٍ كثيرة مترابطة بعضها ببعض، وقد يكون انتخاب الرئيس جزء أساسي من الحل.
إضافة إلى ذلك، لم يعد لودريان بعد هذه التطورات يركّزُ على هذا الاستحقاق أو الخيار أو الأفكار التي يحملها معه، بل على ضرورة احتواء الحرب، حيث كلّفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بمساعٍ حثيثة مع الأطراف اللبنانية للوصول الى التهدئة، وهو مَن يتولّى الاتصالات مع واشنطن وبريطانيا والمسؤولين الإسرائيليين.
بناءً على هذه الأجواء والمعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل عاد الدور الفرنسي بقوة؟ المصادر المُشار اليها تردّ بأن ثمة تناغماً بين باريس وواشنطن ولندن، لكن التنسيق الأساسي هو بين الفرنسيين والسعوديين عبر دورهم وحضورهم، ولهذه الغاية ثمة ترقبٌ وانتظار لِما سترسي عليه جولات لودريان ولقاءاته، وحتماً لن يستطيع إقناع الأطراف اللبنانيين للوصول إلى انتخاب رئيس في ظل هذه التطورات الأمنية الدراماتيكية، إذ إن الأمور تتجه إلى التصعيد الكبير، ومن هنا، فإن زيارة الموفد الفرنسي تأتي في الوقت الضائع والقاتل، وبالتالي لن يتمكن من إنهاء مهمته بإقناع كل القوى السياسية اللبنانية بانتخاب الرئيس نظراً للتعقيدات والصعوبات، وهو أمرٌ قد يحدث عندما يحين موعد التسوية الدولية- الإقليمية.