قائد الجيش في حوار مع طلاب "الكسليك".. حين تلتقي الصلابة باللطف

WhatsApp Image 2025-11-28 at 09.09.18_46da96fe

نادراً ما نلتقي شخصيّة لا تحتاج إلى أوراق كي تُخاطب، لا تتخبّط بين الكلمات والأحرف، ولا تقلّب الصفحات بحثاً عن جملة مناسبة. قائد الجيش لا يقرأ بل يحكي من القلب. فخلال حوار مفتوح مع طلاب جامعة الروح القدس – الكسليك بمناسبة العيد الـ82 للاستقلال، اختار قائد الجيش العماد رودولف هيكل العفوية بدل الرسميات والصدق بل الكلمات المُعدّة، فدخل إلى عالم الطلاب ببساطة وابتسامة لا تفارق وجهه.

فاعتدنا على صورة الجيش الصارم و"الكشرة" الملازمة لعناصره، لكنّ العماد هيكل حضر بصورة مختلفة: قريب من الطلاب، واضح في حديثه وعفويّ، من دون أن يتنازل عن هيبته الوطنية. وقد عبّر عن التزامه العميق ببلده بجملة واحدة مختصرة لكنها معبّرة: "مرتي شايلة عنّي همّ البيت، والوطن هو همّي الوحيد". جملة تلخّص نظرته للواجب وتضحياته اليومية وشغفه بخدمة لبنان.

خلال الحوار، قدّم العماد هيكل الحقائق من دون تكلّف، مجيباً بصراحة على مختلف الأسئلة، من ملفّ حصر السلاح إلى إلغاء زيارته إلى واشنطن. وعن البيان الذي استخدم فيه الجيش مصطلح "العدوّ الإسرائيلي"، أوضح أنّه "أمر روتيني"، مشيرًا إلى أنّ "اتصالات أميركيّة وردت اعتراضًا على هذا المصطلح"، ومؤكّداً أنها "ليست المرة الأولى التي يُستخدَم فيه".

أضاف: "العلاقة مع الولايات المتحدة مستمرّة وجيّدة وهي أوّل داعمٍ للبنان"، موضحًا أنّه "ألغى السفر بعدما أُلغيت مواعيد عدّة أهمّها موعد مع قائد الجيوش الأميركية، على أن يُحدّد موعد بديل لاحقًا".

ثم انتقل إلى خطّة حصر السلاح بيد الدولة، عارضاً مراحلها بدقة: المرحلة الأولى أُنجزت بنسبة 75%، والمرحلة الثانية تسير بنسبة 25%، مع تأكيده أنّ المرحلة الأولى ستكتمل بين نهاية 2025 وبداية 2026.

ولم يتردّد في الردّ على الانتقادات الموجّهة إلى الجيش، قائلاً: "قد لا يعجبكم الأسلوب أو الخطّة، لكن الجيش يرى الصورة كاملة وهدفه حماية كل لبناني".

وفي سياق رؤيته للبنان، شدّد العماد هيكل على أنّ تنوّع اللبنانيين ليس عائقًا، بل "صخرة أساسية تُبنى عليها الأوطان". ودعا الطلاب إلى الإيمان بلبنان والالتفاف حول الجيش، والتحلّي بالعزيمة لتحقيق طموحاتهم، قائلاً: "الجيش قوي وقادر على الصمود في وجه العواصف، ويضع نصب عينيه الدفاع عن لبنان بكل مكوّناته، ويعمل بشفافية واحتراف رغم التضحيات الكبيرة التي سقط فيها شهداء وجرحى".

بهذه الزيارة إلى جامعة الروح القدس – الكسليك، قدّم العماد هيكل صورة جديدة عن قيادة الجيش، صورة تجمع بين الحزم والإنسانية. صورة تركت انطباعاً عميقاً لدى الطلاب، مذكّرة بأن القوة الحقيقية لا تُقاس بالصرامة والانضباط فقط، بل بالقدرة على الاقتراب من الناس، وبالإيمان بوطن والعمل لأجله بكل إخلاص وشغف.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: