تضجّ الساحة اللبنانية بالانتخابات النيابية، وتُلاحظ البرودة السائدة فيما بعض الأحزاب زيّتت ماكيناتها وبدأت تُفعّل كوادرها استعداداً للمنازلة القادمة في أيار المقبل، فيما خارطة التحالفات اتضحت بين بعض القوى، والضبابية لا زالت تسود الجانب الآخر لا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر، فهل سيحصل هذا الاستحقاق في موعده؟ وهل سيتحالف التيار البرتقالي مع حزب الله؟ فيما التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية محسوم وان كان لكل لائحته ولن يتم تجيير الأصوات، وانما الاتكال بين الطرفين على الحاصل لأبعاد سياسية ودلالات كثيرة أبرزها مصالحة الجبل من دون اغفال رغبة المملكة العربية السعودية بهذا التحالف لما يربطها بهما من علاقات وثيقة، أما على خط آخر يتمثل بدور تيار المستقبل فثمة صعوبة أن يخوض هذا الاستحقاق عبر الرئيس سعد الحريري، ولكن الأسابيع القادمة قد توضح الصورة التي لا زال يغلفها ضباب سميك وداكن حول المشاركة في الاستحقاق المقبل.
توازياً، ثمة أكثر من سيناريو حول هذا الاستحقاق وفق المرجعيات السياسية وما يدور في الكواليس، اذ يُفشي أحد النواب المخضرمين الذي تربطه علاقة وطيدة بالعواصم الأوروبية وكذلك في الداخل اللبناني مع المرجعيات السياسية يرى أن واشنطن وباريس والسعودية وسواهم حتى الساعة لا يشيروا الى أي مُعطى يتعلق بالانتخابات النيابية، ربما لحسابات تتعلق بسلاح حزب الله وهذا ما يعتبروه الأولوية المطلقة، والسيناريوهات المطروحة هو التمديد التقني حتى أيلول، وبالتالي التمديد للمجلس النيابي الحالي ولكن الرئيس نبيه بري لا يقبل بالتمديد لعام واحد بل لعامين، والخيار الثالث قد يكون الأرجح هو حصول الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وهذا ما يشير اليه الرؤساء الثلاثة فالرئيس عون لا يقبل أن لا يحصل الاستحقاق في عهده وكذلك الرئيس نواف سلام الذي أكدّ في مجالسه منذ أسابيع بما معناه كما أجرينا الانتخابات البلدية في ظروف صعبة وكانت عملية اصلاحية ناجحة تمت من دون أية اشكالات فنحن نُصر على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها لأنها أيضاً عملية اصلاحية، بينما رئيس مجلس النواب لا يقبل بالتمديد ولو لساعة واحدة.
أخيراً، يبقى أن الجميع يريد الانتخابات، لكن من يقرأ ويتابع فجميعهم لا يريدون حصولها كلٌ لحساباته واعتباراته فلنترقب ونرى الأسابيع المقبلة الكفيلة بتحديد هذا المسار تمديداً أم اجرائها في الفترة المحددة لها.