لطالما كانت قطر لاعبًا مؤثرًا في السياسة الإقليمية والدولية، حيث استطاعت أن تبني لنفسها دورًا محوريًا في العديد من القضايا التي تخص المنطقة العربية. ورغم التحديات المتعددة التي تواجهها المنطقة من صراعات وأزمات، تواصل قطر جهودها في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز دورها كداعم للسلام والوساطة بين الأطراف المختلفة، حيث شهد العالم بأسره الوساطة القطرية التي بدأت بين حماس والوفد الإسرائيلي والذي كان من شأنها إنهاء الصراع الدامي في غزة، من دون الإغفال وقوف قطر الى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية منذ نشوء الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ولطالما اعتمدت قطر على السياسة الديبلوماسية التي تقوم على الحوار والمصالحة، الأمر الذي جعلها مركزاً للوساطات في العديد من النزاعات، وتسعى قطر الى تسوية النزاعات المحلية وفتح قنوات اتصال بين الفرقاء المتصارعين، إلا أن المنطقة العربية شهدت تغيرات كبيرة ومن أبرز النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن.
وحاول الرئيس المخلوع بشار الأسد فتح قنوات للتقارب مع العديد من الدول العربية، إلا أن قطر ظلت ثابتة على موقفها المناهض له منذ بدء الثورة السورية، حيث كانت من بين أولى الدول التي دعمت المعارضة السورية في بداية الأزمة، وتواصل دعمها للثوار والمجموعات المناهضة لنظام الأسد.
تتمثل دوافع قطر في استمرار هذا الموقف في سعيها إلى التأكيد على ضرورة التغيير السياسي في سوريا وحماية حقوق الشعب السوري. ويعكس موقفها الثابت أيضًا دعمها لحركات المقاومة التي تتبنى نهجًا مختلفًا عن النظام السوري، خصوصًا في ظل العلاقة المتوترة بين دمشق وبعض القوى الإقليمية الأخرى.
ولطالما كانت الطريقة الانسانية لقطر في التعامل مع الشعوب المضطهدة والدول المستضعفة مثالاً يحتذى به في جميع أقطار العالم، ها هي اليوم تواصل الدفاع عن مواقفها المبدئية، التي تعكس التزامها بقيم الحرية والديمقراطية، وتساهم في استقرار المنطقة على المدى الطويل.