كتب شادي هيلانة:
ذهب النائب مارك ضو في حديثه إلى موقع LebTalks إلى توصيف تصعيد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، على أنه خطاب منفصل كلياً عن ميزان القوة القائم، ومبني على وهم الاستمرارية لا على وقائع ميدانية قابلة للتحقق.
ويؤكد أن الحزب يعرف جيدًا أنه لم يعد يمتلك هامش المبادرة العسكرية الذي كان يتباهى به سابقاً، ومع ذلك يواصل إطلاق التهديدات في محاولة لتثبيت صورة قوة متآكلة أكثر مما هي قائمة فعلياً.
ويشير ضو إلى أن الحزب، رغم قدرته التنظيمية على تأمين كوادر بديلة وملء الفراغات القيادية داخل الفصائل، اذ يمتنع عن أي رد مباشر لأنه يدرك أن الرد سيحوله فوراً إلى هدف مفتوح أمام إسرائيل، ويمنحها المبرر السياسي والعسكري لتوسيع الحرب.
وبرأيه، فإن الامتناع عن الرد ليس خيار قوة، بل اعتراف ضمني بالعجز عن تحمل كلفة مواجهة شاملة في الظروف الراهنة.
وفي تقييمه للواقع الميداني، يشدد ضو، على أن "قوة الرضوان" لم تعد تملك القدرة على تنفيذ أي عمليات نوعية، بعدما جرى تفكيك بنيتها العملياتية وتدمير قواعدها الأساسية في القرى الشيعية القريبة من الحدود، بالتوازي مع فرض منطقة عازلة جديدة أنهت عملياً أي هامش حركة لها، كما يعتبر أن الاستمرار في التلويح بهذه القوة يدخل في إطار التضليل السياسي لا أكثر.
ويرى ضو أن خطورة خطاب نعيم قاسم لا تكمن فقط في افتقاره إلى المصداقية العسكرية، بل في انعكاساته المباشرة على المدنيين في الجنوب، الذين يتركون عرضة لمزيد من التصعيد والدمار واحتمال تهجير جديد، فقط للحفاظ على ما تبقى من صورة حزب مهزوم ميدانياً.
ويؤكد أن هذا النهج لا يحمي البيئة الحاضنة، بل يضعها في مواجهة مباشرة مع نتائج خيارات لم تعد قابلة للدفاع عنها سياسيًا أو وطنيًا.
يضيف ضو أن الحزب يعيش اليوم مأزقاً سياسياً لا يقل خطورة عن مأزقه العسكري، إذ لم يعد قادراً على تقديم خطاب متماسك أو رؤية قابلة للتسويق داخلياً وخارجياً، وبرأيه، فإن قاسم غير قادر على الاستمرار في الطروحات التي سادت في مراحل سابقة، لأن الظروف تغيرت، والتوازنات الإقليمية انقلبت فيما الإصرار على الخطاب ذاته لا يعكس ثباتاً بل هروباً إلى الأمام.
ويخلص ضو بالتشديد على أن استمرار الحزب في هذا المسار يعني الدفع المتعمد نحو مزيد من العزلة والإنهاك، ليس فقط لبيئته، بل للبنان ككل.
ويعتبر أن أي تأخير في إجراء مراجعة شاملة وجذرية، تبدأ من رأس الخطاب السياسي، سيؤدي إلى تعميق الخسائر وتحميل اللبنانيين كلفة صراع لم يختاروه، ولا يملكون ترف تحمل تبعاته مرة جديدة.