إنها من القرى الحدودية المسيحية، وكغيرها من البلدات اللبنانية تبحث عن الأمان، في وطن ممزق ينفّذ بعض أطرافه أجندات الغير على أرض وطنهم، لبنان الذي كان وما زال يدفع الضريبة العسكرية عن كل قضايا العرب، كان وما زال محطة للدمار حين تشاء بعض الدول، فتعلن قرار الحرب والسلم ساعة تريد، فيما يبقى الوطن الصامت الأكبر تحت شعارات ومبادئ يُراد تجسيدها بدماء أبنائه.
انها بلدة القليعة التي لا تهوى الحرب ولا تريدها، بل تؤمن بالحياة والسلام، لكنها تعيش المآسي والويلات كما إعتادت والقرى المجاورة منذ عقود، وما زالت تدفع الاثمان الباهظة.
واليوم تلقى اهالي القليعة كغيرهم من أبناء القرى الحدودية إنذاراً اسرائيلياً، بضرورة مغادرة منازلهم، وحدّدت البلدات المهددة وهي: حنية، السماعية، الرشيدية، المعشوق، البص، زقوق المفدي، شملاية، شبريحا، البرغلية، مخيم القاسمية، النبي قاسم، جبال البطم، عين بعال، البازورية، طير دبا، مزرعة شدعيت، برج رحال، صربين، البياض، بافليه، ضهر برية جابر، جبل العدس، بستيت، أرزون، شحور، السلطانية، دونين، تولين، تمرية، مجدل سلم، القصير، عدشيت القصير، دير سريان، ديرميماس والقليعة.
وفي هذا الاطار دعا كاهن رعية مار جرجس في القليعة الاب بيار الراعي الأهالي الى عدم مغادرة البلدة، على الرغم من التهديدات الاسرائيلية والاوضاع الصعبة التي يعيشونها، وقال في حديث لموقع “LebTalks”: باقون في بلدتنا وقد اعتدنا على الحروب، لكننا نتوق الى السلام ونطالب بتدخل المرجعيات لتحقيق هذا السلام، وقرارنا إتخذ بالبقاء في القليعة، ونشجع أهالي القرى المجاورة على هذه الخطوة، وليس هنالك اي تحركات عسكرية عندنا، وسوف نحمي منطقتنا من عدم إدخال أي سلاح”.