لا رئيس في المدى القريب.. والكلمة لواشنطن حول وقف إطلاق النار

baabda

تبخّرت كل المبادرات الرئاسية وأصبحت في خبر كان، معطوفاً عليها دور الخُماسية، حيث لا كلمة تعلو على صوت الغارات والقصف والدمار والخراب، وبمعنى أوضح إنها الحرب، لذلك ليس هناك ما يشي بأن انتخاب رئيس للجمهورية بات قريباً، إذ تشير مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع لموقع “LebTalks” الى أن الاستحقاق الرئاسي، كما حال وقف إطلاق النار، بحاجة إلى توافقٍ دولي وإقليمي، وإن كان التداول بهذا الاستحقاق مطروح على بساط البحث، خصوصاً بعض الأسماء المتداولة وهي جدّية، لكن الأولوية لوقف إطلاق النار لدى بعض الأطراف، فيما الطرف الآخر يريد رئيساً للجمهورية ليفاوض باسم لبنان، على اعتبار أن ثمة ظاهرة غير مسبوقة بأن يتولّى رئيس السلطة التشريعية المفاوضات باسم حزب، وعلى الصعيد الوطني العام وهناك حكومة تصريف أعمال، بمعنى لا انتظام للمؤسسات الدستورية إلا بانتخاب رئيس ليوقّع على أي تسوية مقبلة، ويذهب إلى دول القرار لطرح كل ما يحيط بلبنان من أزمات، لاسيما الحرب التي يتعرّضُ لها.

في هذا السياق، ينقلُ المعنيّون لموقع “LebTalks” أن المبادرات التي أطلقها بعض الكتل النيابية باتت “في إجازة” لأنه ليس أمراً منطقياً أن تجول هذه الكتل على أطرافٍ أو كتلٍ نيابية فيما البلد يُدمَّر، لذلك توقّف الحراك على صعيد المبادرات التي تبنتها، مثل كتلة الاعتدال الوطني، حيث عُلِمَ أن هناك تماهي وتقارب بين الاعتدال واللقاء الديموقراطي، وقد عُقدت أكثر من جلسة بعيداً من الأضواء والإعلام للوصول إلى ما يشبه الورقة الوطنية المشتركة بين الطرفين، ما يعني أن المرحلة الراهنة هي من أجل وقف إطلاق النار، ولاحقاً انتخاب الرئيس الذي قد يأتي في إطار تسوية شاملة تقضي بوقف الحرب، ومن ثم انتخابه، لكن ليس قبل الاستحقاق الرئاسي الأميركي، بمعنى آخر، الساحة اللبنانية اليوم هي “ساحة حرب”، وليس هناك أية أجواء تشي بأن انتخاب الرئيس بات قريباً، لا بل أن مرجعاً سياسياً يردّدُ في مجلسه بأن الحرب طويلة حتى لو انتُخب الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية جمهورياً أو ديمقراطياً، فإسرائيل أخذت القرار بضرب البنى التحتية العسكرية والاقتصادية وعلى كل المستويات لحزب الله، ما يشي بأن الأمور معقّدة وصعبة إلى حد كبير.

ومن هنا فقد إعتبر البعض أن مؤتمر باريس الأخير شكّلَ بارقة أمل، وهذا أمر صحيح، لكنه كان مؤتمراً لدعم لبنان إنسانياً أكثر مما هو سياسياً، إذ لا يخفى على أحد وبشكل منطقي كما يردّد أكثر من مسؤول في مجلسه، أن الكلمة الفصل هي لواشنطن على صعيد وقف إطلاق النار أو انتخاب رئيس، لكنها اليوم تتركُ الخيار لإسرائيل لتفعل ما يحلو لها عبر دعمٍ غير مسبوق في إطار العلاقات التاريخية بينها وبين تل أبيب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: