لقد ثبت مع مرور الوقت أن كل سيناريو التفاوض مع إسرائيل، وتعيين سياسي لبناني مدني هو السفير سيمون كرم، لم يكن سوى محاولة فاشلة لتمرير الوقت وإرسال رسائل إيجابية إلى الأميركيين لسببين:
الأول، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبالي حالياً بأي مفاوضات مع لبنان، ولا يهمه وجود أو عدم وجود ديبلوماسي سياسي لبناني في لجنة الميكانيزم، فكل ما يعنيه هو سلاح حزب الله. وطالما أن هذا السلاح لم تُطوَ فصوله بعد، فإن التصعيد سيبقى سيّد الموقف، مع قابلية هذا التصعيد للتحوّل في أي وقت إلى حرب ضروس على لبنان.
الثاني، أن الأميركيين ماضون قدماً في تجريد إيران من أذرعها المتبقية، وأولها حزب الله في لبنان، ولو أدى ذلك إلى توسّع الحرب وصولاً إلى نهر الأوّلي لا الليطاني، وإلى ضرب البقاعين الشمالي والغربي، حيث ترسانة الحزب من صواريخ باليستية ومسيّرات متطورة تهدّد أمن إسرائيل.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه استحقاقات داهمة في آذار ٢٠٢٦، وبالتالي يسعى إلى إنهاء ملف سلاح الحزب شمالاً قبل هذا التاريخ، في وقت تنقسم فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب بين معسكرين: معسكر يدفع باتجاه الحلول الديبلوماسية مع إيران والحزب، ومنهم السفير توم باراك، ومعسكر يقف إلى جانب سياسة نتنياهو القائمة على ضرورة إنهاء ملف السلاح.
من هنا، فإن استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب متواصل، رغم جلسات التفاوض التي فشلت منذ الآن في إيقاف إسرائيل عن المضي في مخططها.
.فالآتي أعظم خلال شهر كانون الثاني المقبل