ساعات معدودة كانت فاصلة ما بين البركة التي منحها من على شرفة الفاتيكان البابا فرنسيس الثاني وما بين تسليمه الروح ومغادرته هذا العالم.
في اليوم التالي لقيامة السيد المسيح غادر البابا فرنسيس بعد معاناة وعلاج امتد لأشهر من وعكة صحية.
كما كان البابا الراحل إستثنائياً في حياته، كان إستثنائياً في الساعات الأخيرة التي سبقت موته، فقد أطل بشكل مفاجئ على الحشد في باحة كاتدرائية القديس بطرس، وأعطاهم بركة عيد الفصح المجيد، وكأنه أبى إلا أن يودعهم ويودع المؤمنين كافةً في العالم، وصلى مع المؤمنين المحتشدين في الفاتيكان واحتفل بالقيامة، حيث لا موت مع قيامة السيد المسيح، بل رجاء دائم ومحبة.
لم ينس البابا فرنسيس في صلاته الأخيرة العلنية، ذكر المعذبين والمضطهدين في العالم وكرر إدانته للحروب ودعا إلى وقفها، حتى أنه أوصى وبكلماته الأخيرة العالم بأن يعودوا إلى خطاب المحبة والتسامح.
وكما عاش فقيراً ومتواضعاً بقي البابا فرنسيس كذلك عندما انتخب حبراً مقدساً وغادر ببساطة ومن دون ضجة وعبر الصلاة الدائمة ووسط أجواء من الرهبة والقداسة.
سيتذكر العالم طويلاً البابا فرنسيس، البابا المتواضع القريب من الجمهور والرافض لكل أشكال التمييز والعنصرية والعنف.. بابا السلام رسالته المحبة ووصيته وقف الحروب.