لبنان وطبول الحرب

Lebanon jnoub harb

استسلمت الدولة اللبنانية أمام مسألة سحب سلاح "حزب الله"، وجاءت خطة الجيش دون مستوى الآمال التي وُضعت عليها جنوب وشمال الليطاني، فيما أعاد "الحزب" تنظيم صفوفه واستقدام صواريخ وعناصر إلى شمال الليطاني. أما المجتمعان الدولي والخليجي فغير راضيين حتى الآن عن خطة الجيش اللبناني، في وقتٍ باءت اجتماعات "الميكانيزم" حتى الساعة بالفشل.

الدولة، برمّتها، الظاهرة منها والعميقة، أسيرة "الثنائي الشيعي" في رفض التفاوض مع إسرائيل. أما تهديد توم براك الأخير فليس موجهاً إلى "حزب الله" فحسب، بل إلى الدولة اللبنانية أيضاً، محذراً من حصول مواجهة كبرى بين إسرائيل والحزب.

كلها عوامل يمكن القول إنها تتلبّد وتتكاثر فوق لبنان، إيذاناً بحرب شعواء قادمة ستكون مدمّرة للحزب ولبنان والدولة على حدّ سواء.

كل ما يُحكى ويُشاع عن خطة من هنا وأخرى من هناك يبقى كلاماً مرسلاً، فيما العلّة معروفة، والدواء، للأسف، لن يكون لبنانياً، في ظل إصرار الحزب على الانتحار وانتحار بيئته والشعب اللبناني برمّته.

لم تعد تنفع المناورات وعمليات التذاكي على المجتمعين الدولي والعربي – الخليجي، فيما المطلوب من لبنان الرسمي أمر واحد: سحب سلاح الحزب. فما دون هذه الخطوة، لا إعمار، ولا اقتصاد، ولا إصلاح، ولا نمو، ولا مؤتمرات "بيروت 1" أو "2" أو حتى "100".

أما الدولة فكـ"مرتا" في انشغالها، تهتم بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد: بسط سلطة الدولة وسحب سلاح الميليشيات. ودون ذلك، فإن لبنان كله في مهبّ الريح.

كل ساعة تمرّ يضيق فيها الخناق على لبنان واللبنانيين إلى درجة بدء سماع أصوات سنّية تدعو إلى التقسيم. فهل هذا ما تريده الدولة؟

الخوف كل الخوف أن تُعتبر الدولة اللبنانية غير قادرة وعاجزة عن إتمام مهمتها في بسط سلطتها وإنهاء السلاح غير الشرعي على التراب اللبناني. وكل الاعتقاد أن ثمة رأياً دولياً وعربياً بدأ يتمحور حول هذه الفكرة: عجز الدولة، عهداً وحكومة، عن تنفيذ ما التزمت به.

وزير الثقافة غسان سلامة قالها بكل صراحة في مقابلة تلفزيونية أخيرة: إن المجتمع الدولي غير راضٍ عن أداء الجيش اللبناني والدولة.

لبنان على أبواب جحيم كبير، وطبول الحرب تُقرع، ولم يعد ينفع إخفاء الحقائق، فالمسألة لم تعد مسألة إخافة للرأي العام اللبناني أو تمويه أو تحريف للانتباه، لأن المطروح في الأيام والأسابيع المقبلة ليس مصير "حزب الله" فحسب، بل مصير لبنان ككل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: