تشيرُ المعلومات والمعطيات لموقع LebTalks إلى أن سفراء اللجنة الخُماسية سيلتقون بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد التشاور مع حكوماتهم، وتبلور نتائج قمّة الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون التي انعقدت في النورماندي، وبعد لقاء ماكرون بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان.
وعلى هذه الخلفية، يتبيّن إذا كان هناك من إيجابياتٍ يُبنى عليها لإنتخاب رئيس للجمهورية، وإلا فالأمور ذاهبةٌ إلى فترة طويلة من الشغور، وهذا ما ستظهره نتائج المشاورات واللقاءات والإتصالات الجارية على غير صعيد في الداخل والخارج.
أما على المستوى الداخلي، فيتبيّن بوضوح أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي متمسكٌ بترؤس جلسة التشاور، ما شكّلَ له منطلقاً في كل لقاءاته ومشاوراته، إضافةً إلى ارتياحه للقاء الذي جمعَه مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي أكد بأنه سيسيرُ وفق توجّهات برّي الهادفة لتحديد جلسة للتشاور، وبعدها يكون هناك خارطة طريق لانتخاب الرئيس، من هنا وعلى هذه الخلفية باعتقاد المقرّبين من رئيس مجلس النواب، يكون بري قد قطعَ مسافةً طويلةً، بعدما أمّن حضوراً مسيحياً لجلسة التشاور من قبل التيار الوطني و مستقلين وسواهم، في حين يبقى الأبرز حزب القوات اللبنانية والكتائب، حيث الإتصالات والمشاورات الجارية، إن عبر النائب جورج عدوان أو نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو كتلة الجمهورية القوية غسان حاصباني، حيث يُرتقَب أن يحصل تشاورٌ مع برّي في هذا الإطار، بعدما كان هناك استمزاجٌ لموقف الكتائب من خلال الزيارة التي قام بها الى عين التينة كلٌ من النائبين سليم الصايغ ونديم الجميّل، وبمعنى أوضح، حتى الساعة لا زالت الأمور تدور في مجال الإتصالات، إذا ثمة إمكانية لمشاركة القوات في جلسة التشاور، إنما لا يمكن الجزم بالمشاركة من عدمها، لذلك يبدو أن المرحلة الراهنة هي "للوقت الضائع" على صعيد المشاورات و المبادرات، بانتظار عودة لودريان واجتماع اللجنة الخُماسية، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه إذا كان هناك أية إيجابيات قد تنتج عن قمّة النورماندي أو ثمة خطة لحراك الخُماسية مغايرة عن السابق، وعندئذ تتبلور الأمور التي حتى الساعة لازالت تدور في حلقة مفرغة رئاسياً وعلى كافة المستويات، باعتبار أن الجميع بات يدرك أنه طالما حرب غزة مستمرة والتصعيد ملتهب جنوباً، لا يمكن التعويل على أي حراك مهما بلغ حجمه، إلا إذا كان هناك "قبة باط" دولية وإقليمية لتمرير انتخاب الرئيس وعدم ربطه بحرب الجنوب أو غزة.