كتبت صونيا رزق:
لا شك في انّ عنوان لقاء معراب “دفاعاً عن لبنان” أوصل رسالته الى المجتمعين العربي والدولي، وقال نعم للقرارات الدولية للاسراع في تنفيذها، بالتزامن مع فشل المساعي الديبلوماسية في الداخل والخارج، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، فشكّل نداءً لإنقاذ لبنان تحت عناوين عدة أبرزها: ضرورة إستعادة الدولة وأسس بنائها وسيادتها على مؤسساتها وكامل أراضيها، وإنتخاب رئيس ووضع خطة إنقاذية، واحترام القرارات 1701 و1680 و1559. أي إطلاق صرخة ووضع خارطة طريق لإنقاذ لبنان واللبنانيين من المآسي التي يعيشونها، جرّاء فرض الحرب والتداعيات عليهم من موت وتهجير ودمار وانهيار.
اللقاء الذي وجهّت الدعوة لحضوره من القوات اللبنانية الى القوى المعارضة والسيادية، كان لافتاً بإفتتاحية ظهر أمس تحاكي الشهداء المدنيين الذين فرض عليهم الموت، بالوقوف دقيقة صمت عن راحة أنفسهم، والصلاة من أجل شفاء الجرحى والمصابين، وبلسمة عذابات النازحين والمنكوبين ومناشدة السلام.
الى ذلك، برزت التغطية الاعلامية الخارجية للقاء، من خلال حضور 40 صحافياً اجنبياً من اوروبا واميركا، و30 صحافياً عربياً، اي انّ الاعلام الخارجي أعطاه الاهمية الكبرى من ناحية رسمه إنطلاقة جديدة لبناء لبنان، اما في الداخل فلم يغب اللقاء الوطني عن بعض أهل السياسة والاعلام على مدى اسبوع، اذ عملت بعض الاطراف والاقلام المعروفة الى إطلاق النار السياسية عليه، بهدف إفشاله من خلال الحديث عن تغييب شخصيات سياسية، لطالما كانت رأس حربة في المعارضة اللبنانية، اذ كانت الأنظار موجهة الى نسبة الحضور أكثر من المضمون، ولربما فهموا اهداف اللقاء بطريقة خاطئة، او أقنعوا أنفسهم بذلك من خلال توجيهات بعض المراجع السياسية، التي طلبت من بعض المدعوين عدم المشاركة، بهدف إفشال اللقاء، كي لا يكون جامعاً على غرار لقاء معراب 1 الذي عقد في نيسان الماضي، لذا حاولوا التصويب على انّ معراب غير قادرة على إستقطاب سياسيي الصف الاول، وبأنّ الهدف إنشاء جبهة سياسية ستساهم في المزيد من الشرخ الداخلي، فيما النتيجة أتت مغايرة كلياً.
كما انّ ترؤس رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للاجتماع، لم يلاق قبولاً لدى بعض المدعوين، لذا فضلوا عدم المشاركة والتلهي بالقشور السياسية، وإبعاد الانظار عن الواقع المزري الذي وصل اليه لبنان، بسبب الانانية والمصالح الخاصة، فيما الواقع يفرض ترؤس جعجع للقاء، بصفته رئيس اكبر كتلة نيابية معارضة، لكن تبقى لمعراب حيثياتها التي تزعج البعض.
في السياق يمكن القول انّ المتربّصين هدفوا الى إفشال لقاء معراب 2، لكن ما جرى في الامس أكد أنّ معراب كانت وستبقى القلعة الصامدة المدافعة عن لبنان اولاً، اذ لا يمكن لأحد ان يهزّها بالخزعبلات، والمهم انها أوصلت الرسائل السياسية في أكثر من اتجاه، وهذا ما شكّل غلبة لها وللحاضرين الذين لبّوا النداء الوطني، لرسم خارطة إنقاذية للوطن، ستصب في نهاية المطاف بإستعادة الدولة وإنتصار لبنان.