لماذا يهاجم إعلام الممانعة مخزومي؟

fouad makhzoumi leb flags

ليس من العبث أن يشن إعلام الممانعة هجومًا متصاعدًا على النائب فؤاد مخزومي، خصوصًا بعد نجاح لائحة "بيروت بتجمعنا" التي شارك فيها "الثنائي الشيعي" تصويتًا ودعمًا. هذا التناقض الصارخ بين المشاركة والدعاية العدائية يطرح تساؤلات عن النيات الحقيقية خلف الحملة. فكيف يمكن أن يهاجم الإعلام الممانع لائحة شارك الثنائي في تشكيلها ودعمها؟ الجواب يكمن في الخلفيات لا في الظاهر.

منذ انطلاق المعركة البلدية، كانت نية الممانعة تحريض الأكثرية السنية في بيروت على رفض المناصفة، في محاولة خبيثة لضرب الشراكة الإسلامية - المسيحية. أرادت الممانعة التلطي خلف وجوه سنية، كالنائب نبيل بدر على سبيل المثال، لتظهر وكأن بيروت ترفض المناصفة، وبالتالي تبرر عمليًا تقسيم بلدية بيروت إلى بلديتين إسلامية ومسيحية، في سابقة خطيرة على السلم الأهلي ووحدة العاصمة.

لكن هذه الخطة اصطدمت بجدار منيع اسمه فؤاد مخزومي. لقد لعب مخزومي دورًا محوريًا في تشكيل لائحة "بيروت بتجمعنا"، ليس فقط لتكون توافقية بل أيضًا لتحافظ على وحدة بيروت وتمنع الانزلاق نحو فتنة مذهبية. هذا الدور الوطني أزعج الممانعة التي تسعى دائمًا لتحويل أي استحقاق إلى ساحة مواجهة.

هنا نفهم لماذا كتب الصحافي المقرب من حزب الله، إبراهيم الأمين، مقاله الهجومي على لائحة بيروت بتجمعنا. فالمقال لم يكن مجرد رأي بل رسالة سياسية واضحة: مخزومي أصبح خصمًا مباشرًا للمشروع الذي يحاول الحزب تمريره بهدوء. والأهم أن مخزومي، إلى جانب دوره المحلي، نجح في تأمين غطاء عربي للائحة، ما أضعف قدرة الحزب على احتكار القرار أو التحكم بمسار الانتخابات.

أما بعض الأصوات التي تهاجم مخزومي من داخل الطائفة السنية، فليست إلا أدوات تخدم أجندة الممانعة من حيث تدري أو لا تدري. فالمزايدة على رجل ساهم في حماية المناصفة وفي منع تفكك وحدة العاصمة، تصب عمليًا في طاحونة الحزب.

في الخلاصة، إن الهجوم على مخزومي ليس مسألة خلاف سياسي عابر، بل انعكاس لصراع أعمق حول هوية بيروت ودورها. ومخطئ من يظن أن التضليل الإعلامي قادر على حجب الحقائق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: