وسط مناخات من التهويل والحرب النفسية والتريث من قبل جبهات “المحور” في تنفيذ الردّ المشترك على حرب الإغتيالات الإسرائيلية في بيروت وطهران، تنشط الديبلوماسية الغربية في تهدئة وضبط الأوضاع، فيما تتنامى المخاوف من أي سوء في الحسابات، قد يؤدي إلى إشعال حربٍ واسعة نتيجة المواجهة المفتوحة في المنطقة.
وعلى الرغم من أن أوساطاً ديبلوماسية واسعة الإطلاع، تعتبر أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية، قد أضفى على رد “حزب الله” على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر، بعداً إقليمياً يتخطى الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، فهي لا تُخفي بأنه من الصعب التكهّن في اللحظة الراهنة، بما يمكن أن يكون عليه ردّ الحزب، الذي لن يكون سريعاً خلافاً لكل السيناريوهات المتوقعة حول حصوله في الساعات والأيام القليلة المقبلة.
إلاّ أن الأوساط الديبلوماسية، تكشف رداً على سؤال لموقع LebTalks أن الخرق الإسرائيلي لقواعد الإشتباك، قد أطلق هامشاً من الردود خارج هذه القواعد، وإن كان التركيز في الحراك الديبلوماسي الغربي تجاه بيروت، يحمل عنواناً أساسياً اليوم، وهو التحذير من أن تؤدي الردود والردود المضادة بين إسرائيل والحزب، إلى إطالة فترة المواجهة في المرحلة المقبلة، وبالتالي، تحويل الجبهة الجنوبية إلى جبهة دائمة، في ضوء إعلان بنيامين نتنياهو، بأنه لن يرضخ للضغوط التي تمارس عليه من إدارة الرئيس جو بايدن، من أجل وقف الحرب في غزة.
وبينما يشوب الغموض وتكثر التكهنات حول طبيعة الردّ من الحزب على اغتيال شكر، تتوقع الأوساط أن يأتي في توقيت غير محسوب وأن يكون على مستوى الخرق الإسرائيلي، وبالتالي، مفصولاً عن المواجهة في إطار جبهة الإسناد في جنوب لبنان، ومتلائماً مع استهداف معقل الحزب وإصابة مدنيين، ولكن من دون أن يكون هناك أي ضمانات بأنه لن يستدرج رداً في المقابل.
ومن هنا، فإن رسالة استهداف الضاحية، ستلقى الجواب المناسب لها عبر الردّ المرتقب الذي تحدث عنه السيد حسن نصرالله، كما تلاحظ الأوساط، التي تؤكد أن هذا الردّ حتمي ومحسوم، ولكنه سيبقى في دائرة الغموض، لأن بنك الأهداف المعروف والذي صوره “الهدهد”، قد شملته الإجراءات الإحترازية الإسرائيلية، وبالتالي، فإن المرحلة التي ستلي هذا الردّ ستكون بالعودة إلى “الإشغال والإسناد” من جنوب لبنان، في ضوء المساعي والجهود الديبلوماسية التي ما زالت مستمرة، حيث أن هدف نصرالله الآن، هو منع نتنياهو من أن تكون له الكلمة الأخيرة.