يُستدَلُ من عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد وقف إطلاق النار مباشرة بأن الاستحقاق الرئاسي ضمن مفاعيل التسوية التي تمت بعد جهود الموفد الأميركي آموس هوكستين والفرنسيين، وسائر الاتصالات التي دارت في هذا الإطار، لاسيما حراك السفير السعودي وليد البخاري باتجاه الكتل النيابية والمرجعيات السياسية والروحية، الدخول في مرحلة طرح التساؤلات حول ما اذا كان ثمة انتخاب رئيس للجمهورية، علماً بأن رئيس مجلس النواب نبيه برّي حدّد الجلسة في التاسع من كانون الثاني لإعطاء المزيد من الوقت للاتصالات، بغية التوافق بين سائر المكونات النيابية.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة لموقع lebTalks الى أن عودة لودريان كانت متوقّعَة وهو نَسّقَ مع الموفد الأميركي في هذا الإطار، وبمعنى آخر أن حراكه مدعوم أميركياً وإلا لما عاد إلى بيروت، على اعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية هي “مايسترو” الإتفاق الأخير لوقف إطلاق النار أو التسوية، والآليات التطبيقية للقرار 170، ما يدّلُ بشكل واضح لا يحتاج لقراءة واجتهادات، بأن ما حدث في الآونة الأخيرة ليس قراراً أممياً فحسب، إنما تسوية شاملة وافية، وهناك مَلاحق سرّية ستظهر تباعاً، وبمعنى أوضح فإن الأميركيين سيراقبون ويتابعون كل حراك حزب الله وليس إسرائيل، على مستوى إمدادهم بالسلاح من إيران عبر سوريا، وقد بلّغوا إيران وسوريا محذرين من مغبة ذلك، والأمر عينه فعله الروس مع الإيرانيين والرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، ما يدّل على أن أمام لبنان مرحلة جديدة على المستويات كافة، وأن انتخاب الرئيس قد لا يحصل في التاسع من كانون، إلا إذا كان هناك حسم لهذا الخيار دولياً، بمعنى لم ينتخب الرئيس من الاستقلال إلى اليوم إلا من خلال التسوية.
بالمحصلة، لغة التعطيل انتفت ولم يعد بمقدور حزب الله أن يعطّل انتخاب الرئيس، بدليل أن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تحدث عن الطائف وانتخاب الرئيس، فيما السيد علي لاريجاني أكد على أن حزب الله يتعاطى السياسة، وهو حزب سياسي، كل ذلك ما هو سوى مقدِّمة لتراجعهم عن لغة التعطيل وكل ما حصل في المراحل الماضية.