ليس “سيّد شهداء الأمة”

nasrallah hands

كتب أحمد الأيوبي:

أطلقت قيادة “حزب الله” على أمينه العام الراحل حسن نصرالله لقب “سيّد شهداء الأمة” في محاولة للإيحاء بأنّه أعظم من قضى في الأمة الإسلامية على الإطلاق، ولتصوير أنّه تجاوز العقدة المذهبية وكان يجسّد طموحات المسلمين عموماً، وأنّه أهمّ من الشيخ أحمد ياسين أو اسماعيل هنية في مقاربة أولية، بينما تشير معاني هذا اللقب إلى تفوّق الشيعة على الأمة بـ”شهادة” نصرالله لمنحه هذه المكانة تأكيداً لعنصر التفوّق على أهل السنة ورفعاً لمعنويات البيئة الشيعية المحطَّمة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

والحقيقة أنّ مصطلح “سيّد شهداء الأمة” شأنه شأن كلّ شعارات “حزب الله” التي تعتمد التضليل والتقية ونفخ وتضخيم الذات، فالجميع يعلم أنّ هذا الحزب بات أعزل من قوّته ومن الحلفاء ولم يعد يمثِّل إلاّ حالته الخاصة التي أصبحت على عداء مفتوح مع الأمة من مشرقها إلى مغربها.

ويذكر الجميع كيف كانت صور نصرالله مرفوعة في الخليج العربي ومصر وبلاد الشام والمغرب إبّان حرب العام 2006 وكيف بات رمزاً للغدر والطعن منذ جريمة انقلاب 7 أيار 2008 ثمّ تحوّله إلى عصابات قتل شرسة في سوريا والعراق واليمن..

ومع إصرار الحزب على إسباغ لقب “سيّد شهداء الأمة” على نصرالله نسأل هنا:

أيّ أمّة هذه التي يتحدّث عنها قادة “حزب الله”؟

هل يقصدون الأمة الإسلامية التي تحُجّ إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة ولم يتوانَ مجرمو الحوثي عن قصف أقدس المدن عند المسلمين بصواريخ إيران الباليستية مدعومين بخبراء “حزب الله” ومقاتليه؟

أم هي الأمة العربية التي تباهى قادة الحرس الثوري الإيراني بأنّهم احتلوا أربعة عواصم فيها.. أم هي الأمة التي أباد الحرس الثوري الإيراني وعصاباته الإجرامية شعوبها في سوريا والعراق واليمن وأذاقوا اللبنانيين مرارات القهر والاضطهاد وخاصة منهم أهل السنة والجماعة..

الحقيقة أنّ مصطلح “سيّد شهداء الأمة” محصور بما يسمون أنفسهم به وهي (“أمّة “حزب الله”): الأمّة الإيرانية الفارسية الشعوبية المعادية لأمة أهل السنة والمعادية للعرب أهل الدعوة وأهل الفتح وأهل الدين والثقافة والعلم والتنمية.. وأهل الدولة والحكم والحضارة.

نعم، هو سيدكم أنتم وليس سيد أحدٍ آخر من العالمين، فلا يشرّفنا أن يكون سيداً عندنا من تفاخر بذبح الشعب السوري واعتزّ بحصار أهالي مضايا والزبداني وقدّس البراميل المتفجرة على رؤوس الأبرياء.. واغتال منّا رفيق الحريري ومن تلاهم من قادة الرأي وأهل الفكر والسياسية..

هو سيدكم أنتم وليس سيّد الأمة الإسلامية الحاملة للدين الحنيف برسالته السمحاء وعدالته الوارفة، فلكم سيّدكم الذي يطوف على بحر من الدماء ولنا سادتنا من أهل التقوى والعلم والحقّ، وشتان بين الثرى والثريا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: