ما الذي أراد "الحزب" قوله بين سطور كتابه؟

hezbollah-4-ra1kciwmk66on85dk1ivwkcx7fcwatwcfi5sob9xcw

شكّل الكتاب المفتوح الموجّه من حزب الله الى بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي مفاجأة كبرى، بالتزامن مع إنعقاد الجلسة الحكومية المخصّصة لمناقشة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، لذا بدا التوقيت مناسباً لـ"الحزب" اذ أراد ان يطلق عبر كتابه رسائل متعدّدة، أولها الى لبنان الرسمي المؤيد للمفاوضات غير المباشرة، بعدم الإنجرار الى الأفخاخ التفاوضية المباشرة التي تفرضها واشنطن على لبنان، من خلال الضغوط بهدف تحقيق مكاسب إسرائيلية، مما يعني رسالة صارمة  بأن لا للتفاوض غير المعروف بنتائجه، ولا لتسليم سلاح "الحزب" لأنه شأن داخلي وخارج نطاق أي مفاوضات او نقاش مع إسرائيل والاميركيين، مع نعم بالصوت الصارخ لإعادة دوره مع الغمز المتواصل من باب تعافيه وإستعادة قوته العسكرية، التي يعمل على نشرها بهدف طمأنة البيئة التي لم تعد حاضنة له، بسبب توالي خسائرها جرّاء حروبه العبثية،  أي أعاد "الحزب" تموضعه من جديد الى نقطة البداية التي ستعيده بحسب رأيه الى المعادلة، على الرغم من إنقلاب المقاييس وتبدّل موازين القوى، متناسياً النتائج التي تتحضّر لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد، ومتنكّراً للواقع العسكري الحالي بعدما تناسى انّ حبر توقيعه لم يجف بعد، الامر الذي يهدّد بتداعيات سلبية لن يطول أمد حصولها وفق آخر المعيطات، التي تشير الى انّ شهر كانون الاول المقبل سيكون الاخطر على لبنان، والضغوط ستلعب دورها بإتقان لأنّ المهلة تكون شارفت على الانتهاء، مما يعني انّ معادلة نزع سلاح حزب الله ستفرض بالقوة.

الى ذلك لم يكن توقيت رفع الكتاب مناسباً، لأنّ "الحزب" تلقى بدوره مجموعة رسائل إسرائيلية، تزامنت مع غارات وقصف على عدد من القرى الجنوبية، مع تهديدات كبار المسؤولين الاسرائيليين بقصف الضاحية، وبإنذارات الى الدولة اللبنانية للإسراع بنزع السلاح، مما يعني المزيد من "الدعسات الناقصة" التي يسير عليها حزب الله، والتي لن تفيده بعد إستياء الرؤساء الثلاثة من كتابه، مع تلقيهم تحذيرات خارجية غربية وعربية رافضة للمحتوى، بالتزامن مع المبادرات التي تنشط حالياً على الخطين المصري والفرنسي، بهدف التوصل الى حل يرضي الطرفين، ولا يضع حزب الله في إطار الخاسر الاكبر، وفق ما جاء في المبادرة المصرية.

بإختصار أراد "الحزب" التذكير بدور طهران وضرورة مناقشتها أولاً، لانّ الكلمة الاولى والاخيرة تعود لها في كل ما يتعلق به، والرسالة الابرز في هذا الاطار إنطلقت في إتجاه واشنطن لضبط الوضع مع إيران، قبل إطلاق أي مسار تفاوضي حول مسألة السلاح، اي وضع لبنان على خط الورقة التفاوضية في أيدي الايرانيين لتحقيق مصالحهم الخاصة على حسابه!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: