ما الفرق؟..... لا فرق

port

كتب الدكتور شربل عازار في موقع "LebTalks":

كما في تفجير المرفأ كذلك في تفجير أنفاق صُور.

في تفجير المرفأ ما الفرق إذا كان سبب التفجير حرارة شهر آب، أم غلطة "تلحيم" أم قصف إسرائيلي؟ لا فرق.

فلولا وجود مواد النيترات الشديدة الإنفجار، والتي قيل أنّ هدف استقدامها كان لتعبئة البراميل المتفجّرة في سوريا، لولا وجود هذه النيترات لما سقط ٢٥٠ شهيداً وآلاف الجرحى ولَمَا تمّ تدمير نصف العاصمة.

هكذا أيضاً في أنفاق وادي زبقين- مجدل زون قضاء صور، ما الفرق إذا كان سبب تفجير الأنفاق خطأ بَشَري أم تفخيخ إسرائيلي أم تفخيخ من حزب الله؟ لا فَرق.

فلولا وجود هذه الترسانة من السلاح والصواريخ لما سقط للجيش اللبناني الحبيب ستة شهداء وعدد أكبر من الجرحى تفادياً منه لتدمير كلّ الأبنية المجاورة للأنفاق ولمخازن السلاح.

الاستنتاج الوحيد لهاتين الكارثتين أنّ لبنان يَطفو على صفيحٍ من الألغام والمتفجرات والأسلحة والصواريخ وكأننا لسنا بلداً من هذا الكوكب بل كأنّنا مِن عَالمٍ آخر.

هكذا أراد الإيرانيون تحويل لبنان ساحة مُستباحة لهم ولا يخجلون من البَوح بذلك بخطابات صادرة عن أعلى "ستّة" من مسؤوليهم النافذين وحرفيّتها أنّ "إيران ترفض تسليم سلاح حزب الله" وأنّ سلاح "حزب الله" هو سلاح إيران في لبنان وممنوعٌ المسّ به حتّى من أعلى سلطة شرعيّة في الدولة اللبنانيّة أي مجلس الوزراء مجتمعاً بحضور دولة الرئيس، الذي تَجَرّأ وحَكَم على نتنياهو في أرفَع محكمة دوليّة، عَنَيتُ به القاضي نوّاف سلام، وبرئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في جلستَي ٥ و٧ آب واللَتين عُقِدَتا في قصر بعبدا.

إذاً الجمهورية الإسلاميّة في إيران هي "المحور" الأساس وهي "صاحبة" السلاح في لبنان وصاحبة القرار فيه، ولا يفيد النقاش مع قيادة "حزب الله" بشيء لأنّها البديل عن الأصيل، وما يصدر عن هذه القيادة من كلامٍ غير مُقنعٍ وغير منطقيٍّ وغير سَويٍّ هو فقط للاستهلاك المحلي عند "بيئته الحاضنة".

فيبقى كلام النائب جبران باسيل المتكرّر، هو المُلفِت للنظر وللسمع وهو الذي يدعو الى الدهشة.

فالنائب باسيل يتوجّه الى رئيس الجمهوريّة والى رئيس الحكومة والى الوزراء أجمعين ليقول لهم حرفيّاً "ما هذا العَيب الذي ارتكبتموه في قراراتكم".

ثمّ يتابع في جولته المتنيّة البارحة نَشر آرائه "الفُقهيّة" فيقول:

"ما جرى في مجلس الوزراء أخيراً هو أمر غير سيادي".

 يا للهول أن يصدر هذا الكلام عن باسيل نفسه.

فنحن لا نفهم كيف تَقبَل "البيئة الحاضنة" للنائب جبران باسيل هذا الكلام "غير السيادي" الصادر عن شخص أمضى العُمرَ يخبرنا أنّه إبن الشرعيّة وإبن الجيش وإبن المؤسسات وقد طَبَلَ آذاننا وهو يردّد أنّ الحرب التي شنّها مؤسّس "التيار الوطني الحرّ" في العام ١٩٩٠ على "القوات اللبنانيّة" كانت من أجل وضع كلّ السلاح غير الشرعي تحت سلطة الجيش والشرعيّة.

 علماً أنّ الشرعيّة يومها كانت قد أصبحت عند الرئيسين معوض والهراوي وعند قائد الجيش العماد اميل لحود.

طبعاً بالنسبة للنائب باسيل السلاح عند "حزب الله" هو سلاح "مُقَدَّس" لأنّه "يُخَلِّف" له مقاعد نيابيّة في البقاع الشمالي وفي زحلة والبقاع الغربي وبعبدا وجبيل وبيروت وغيرها.

أمّا بخصوص "ميثاقيّة السلاح"، سؤال يُطرَح:

هل رَفض كلّ المكوّنات اللبنانيّة من غير "بيئة حزب الله" لوجود أي سلاح خارج سلطة الشرعيّة والجيش اللبناني والقوى الامنيّة الشرعيّة هو ضَربٌ للميثاق ويهدّد السلم الأهلي،

فيما تَمَسّك "حزب الله" وحده بالسلاح غير الشرعي هو أمرٌ ميثاقي ولا يهدّد الوحدة الوطنيّة؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: