ما مصير الطلاب في حرب لم يختاروها؟

Schools

كتبت كارلا نجار في موقع LebTalks:

أكثر من ٧٠ ألف شخص لملموا ما استطاعوا من مقتنياتهم، هاربين من حربٍ فُرِضت عليه، حرب هجّرتهم وأجبرتهم على مغادرة أرضهم، مستودعين ما تبقى من منازلهم وأرزاقهم رمادًا وأنقاضًا بيد الله.

ولكن إلى أين يتجهون؟ وما هي وجهتهم في هذه الرحلة المجهولة؟

من دون أن يعرفوا مصيرهم، نزحوا من الجنوب قاصدين المجهول، وبعد ساعات طويلة على طرقات لبنان المزدحمة، وصلوا إلى بيروت، المتن، كسروان، جبيل، وطرابلس.

 وفي قرار تربوي سياسي، تم تحويل اكثر من ٤٠٠ مدرسة، كانت تتحضر لبدء عامها الدراسي الجديد، إلى مراكز إيواء، صفوفها ومكتباتها وصالاتها امتلأت بالأجساد المنهكة والمتعبة، وتحوّلت إلى شقق صغيرة غير مؤهلة للسكن، قد تذكّرنا مشاهد هذه الحرب بتموز 2006، ولكن حينها اندلعت الحرب في فترة العطلة الصيفية.

أما اليوم، وفي حرب نهاية أيلول 2024، فما هو مصير عام دراسي مثقل أصلًا بالتحديات والمشاكل، حين تضيف الحرب فصولها القاسية إلى منهجه؟ وما هو مصير تلاميذ الجنوب في ظل هذا النزوح القسري؟

بحسب مصادر “LebTalks”، حتى هذه اللحظة، لا يوجد قرار حاسم من وزارة التربية. فصحيح أن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحلبي، قد أجّل الأعمال الإدارية، لكن قرار فتح المدارس يعتمد على عدة عوامل:

أولًا، مصير الحرب المستمرة، ثانيًا، في حال انتهت الحرب، هل سيكون هناك مكان آمن ليقطنه النازحون بدلًا من المدارس؟ حتى الآن، مصير العام الدراسي في المدارس الرسمية مجهول، وهناك عدة سيناريوهات مطروحة على طاولة اجتماعات الوزارة.

– العودة للتعليم عن بُعد (أونلاين).

– استئناف العام الدراسي في المدارس الموجودة في المناطق الآمنة.

– إتاحة الفرصة لأهالي الجنوب لاختيار المدرسة الأقرب لهم لاستكمال تعليم أبنائهم.

ولكن السيناريو الذي يبدو مستبعدًا بحسب بعض المصادر الوزارية، ولكنه الأقرب إلى الواقع بحسب مراقبين، هو غياب التعليم في الفصل الأول من العام الدراسي، على الأقل في المدارس الرسمية. ولكن، ماذا عن المدراس الخاصة؟

الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، الأب يوسف نصر، أوضح لـ “LebTalks” أن موقف الأمانة العامة واضح، قائلاً: “لدينا واجب تربوي وعلمي ونفسي تجاه تلاميذنا. فما الفائدة إذا أوقفنا العام الدراسي؟ هل سنظلم آلاف الطلاب ونحرمهم من عامٍ كامل؟”

وأكد نصر ضرورة فصل المدارس الرسمية عن الخاصة، وتابع: “يوم السبت سنستكمل التشاورات واللقاءات بين وزير التربية ورئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، والأمين العام للمدارس الكاثوليكية.”

وبحسب ما علمت مصادر “LebTalks”، أنه من المرجح أن يتم تقييم وضع كل مدرسة بحسب إمكانياتها وموقعها، وقد يكون التعليم عن بُعد أحد الخيارات، مع ترك قرار كيفية استكمال العام الدراسي لمدير كل مدرسة.

مرةً أخرى، يدفع الطلاب في لبنان ثمن حربٍ لم يختاروها، بعد النزوح السوري، والأزمة الاقتصادية، تأتي اليوم حربٌ جديدة، حربٌ تستنزف ما تبقّى من وطنٍ لم يُكتب له يومًا السلام، سلامًا عليكم، أيها القادة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: