مبادرة ترامب للسلام.. تُربك إسرائيل وتحرك العواصم العربية!

WhatsApp Image 2025-09-30 at 18.03.41_55491880

في لحظة بدت خارج إيقاع المشهد السياسي المعتاد، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاريه ومرافقيه حين وضع على طاولة الاجتماعات وثيقة تتضمن 21 بنداً، معلناً عن مبادرة متكاملة لإنهاء الحرب في غزة، وإلى جواره، جلس بنيامين نتنياهو، متوتراً ومتحفظاً، كمن يرى زمام اللعبة يفلت من يده، لم يكن العرض الأميركي مجرد مناورة ديبلوماسية، بل محاولة حقيقية لإعادة ضبط قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، وإنهاء صراع بات يهدد بتفجير المنطقة بأكملها.

لكن الحدث لم يبقَ حبيس البيت الأبيض، بل حمل في طياته ما يشبه الإجماع العربي على ضرورة التقاط الفرصة، لم تكن التصريحات الصادرة من العواصم العربية تقليدية، بل بدت كرسائل مباشرة مفادها، لن نسمح بإجهاض هذه المبادرة، ولن نترك إسرائيل تدير المشهد وحدها.

الوثيقة الأميركية حملت مقترحات غير مسبوقة في عمقها وطموحها: وقف شامل لإطلاق النار، انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، إطلاق متبادل للأسرى والرهائن، تأسيس إدارة مدنية جديدة لا تضم حماس، تمويل عربي وإسلامي لإعمار القطاع، ونشر قوة أمنية مشتركة لضمان الاستقرار. كما وضعت المبادرة أساساً سياسياً لدولة فلسطينية مستقبلية، تحت وصاية إقليمية، بانتظار إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية، بما في ذلك احتمال تجاوز مرحلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اللافت، كما أشار ديبلوماسي عربي سابق لموقع "LebTalks"، ليس فقط حجم ما تطرحه الوثيقة، بل مستوى التوافق العربي حولها، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصفها بالفرصة التي لا يجب أن تضيع، أما الإمارات، فذهبت أبعد من ذلك، مستثمرة علاقاتها مع تل أبيب لإيصال رسائل حازمة، أي خطوة إسرائيلية نحو ضم الضفة الغربية ستواجه بجدار سياسي من الخليج إلى جنوب شرق آسيا.

حتى بيروت، رغم أزمتها السياسية، أبدت موقفاً إيجابياً حذراً، عبر عنه رئيس الجمهورية جوزاف عون، مؤكداً أن لبنان لا يمكنه أن يتجاهل أي مبادرة من شأنها أن تضع حداً لسفك الدم.

الديبلوماسي العربي يرى أن ما يجري أعمق من مجرد وساطة لوقف النار، بل معركة حول من يملك مفاتيح التغيير، فالعرب، يعودون إلى الساحة بقوة، محاولين فرض توازن جديد، وإجبار إسرائيل على دفع ثمن سياساتها الأحادية، بالتالي هناك رغبة واضحة في كسر الطوق الذي أحاطت به إسرائيل نفسها، وتوجيه رسالة: "زمن تجاهل الموقف العربي قد انتهى".

ويختم الديبلوماسي كلامه بتساؤل يحمل قدراً من الترقب، هل يمكن حقاً بناء سلام حقيقي فوق ركام حرب مدمرة؟ أم أن المبادرة ستلقى مصير سابقاتها؟ لكن ما هو مؤكد حتى اللحظة، أن العرب لا يريدون أن يكونوا مجرد مراقبين بعد اليوم، بل شركاء في تقرير مستقبل الإقليم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: