في زمن الوصاية والتبعية والإحتلال كان الوطني الأول، وفي زمن الظلم كان الملجأ الأول لكل اللبنانيين وحوّل بكركي إلى قلعة يتكئ عليها كل مهدد في لبنان، وفي زمن انعدام القادة كان القائد المسيحي الأول، وفي زمن المقاومة السياسية والفعلية، لم يتخل عن مبادئه وثوابته، وأطلق نداء المطارنة الشهير لخروج السوريين من لبنان.
قبل أشهر من انهيار لبنان وسقوطه بيد قوى الأمر الواقع، في مثل هذا اليوم، خسر لبنان واللبنانيون، بطريركهم وليس فقط بطريرك الموارنة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، لكنه لم يغادر التاريخ اللبناني، بل بقي حاضراً في الذاكرة.
مجد لبنان أعطي لبكركي وكرسه البطريرك الراحل الذي كان المقاوم الأول، والذي وقف بوجه القريب والغريب.
بقي البطريرك صفير ثابتاً على مواقفه ولم يتلون أو يتغير رغم الحملات وحفلات التجني التي تعرض لها.
حمل لواء الدفاع عن حرية وهوية لبنان في وجه من يسعى إلى محو الهوية وتهديد الكيان والسيادة، ورفض وجود سلاحين وجيشين، ولم يزر سوريا وطالب بخروج إسرائيل من مزارع شبعا بالديبلوماسية.
في الزمن الرديء، يستذكر اللبنانيون بطريرك الإستقلال اليوم ويتحسرون على من كان سيرفع الصوت بوجه الشغور الرئاسي والتدمير الممنهج للبنان تحت شعارات واهية.