دارت محركات اللجنة “الخماسية” من جديد بعد انقضاء فترة الأعياد المباركة، وبالتالي السؤال المطروح، هل ستصل هذه اللجنة إلى حلول تقضي بانتخاب الرئيس؟ أم ستبقى تدور في حلقة مفرغة؟ من الطبيعي أن عمل اللجنة ليس بالسهل في بلد يحفل بالإنقسامات والخلافات، وخصوصاً الحروب المحيطة به، وثمة دولة خارج الدولة بفعل الحرب الملتهبة جنوباً، إلى سيطرة “حزب الله” على مفاصل الدولة برمتها سياسياً وأمنياً وعلى كافة الأصعدة، ناهيك إلى ما اعترى علاقات لبنان بدول الخليج من خلافات، لكنها طويت اليوم.
وبالتالي، وهذه مسألة واضحة لا تحتاج إلى أي اجتهادات، لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وفق المتابعين والمطلعين على بواطن الأمور، بمعزل عن دوره وحضور ومباركة المملكة العربية السعودية، لاسيما أن تجربة 2016 وانتخاب الرئيس ميشال عون بفعل دور الحزب، و “قبة باط” بعض الأطراف،تجربة لن تتكرر هذه المرة، لكن ذلك لا يعني وفق المعطيات المؤكدة، بأن السعودية لديها مرشح تفرضه على هذا الفريق وذاك، بمعنى لم ولن تدخل بلعبة الأسماء على الإطلاق، وهذه مسألة واضحة ومحسومة لديها، بل هي تتوافق وتتماهى مع سائر مكونات اللجنة “الخماسية” على المواصفات والمقاربات التي تم وضعها، وباتت معروفة ولا تحتاج إلى أي قراءة.
في السياق، تشير المصادر المواكبة والمتابعة لموقعLebTalks، إلى أن لقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بالموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين في واشنطن، يؤكد بداية بأن لودريان لم يستقل من مهمته، بل مستمر في دوره بدليل هذا اللقاء، حيث له الدور الأساسي في تطبيق القرار 1701 ومساعيه الآيلة من أجل الترسيم البري بعدما نجح بحرياً، إضافة إلى أنه يواكب ويتابع الاستحقاق الرئاسي، وإن كان عبر السفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون، وهو مطلع على كل ما يحيط بمفاصل الاستحقاق بصلة، لذلك هذا اللقاء يؤكد المؤكد على أن لودريان سيعود إلى بيروت في وقت ليس ببعيد، عندما يكون هناك مؤشرات ونتائج إيجابية، وبالتالي تواصله وتنسيقه مع المسؤولين السعوديين لم يتوقف على الإطلاق، أكان مع المستشار في الديوان الملكي الدكتور نزار العلولا، أو السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد بخاري.
من هذا المنطلق، ثمة ترقب وانتظار لنتائج لقاءات الخماسية، فهل ذلك سيؤدي إلى توافق وانتخاب الرئيس؟ من الطبيعي، المسألة ليست بالأمر السهل، بل هناك تعقيدات وصعوبات، خصوصاً أن حرب غزة والجنوب وكل ما يجري في المنطقة له الأثر على عمل “الخماسية”، إنما ثمة قرار واضح منها بضرورة إنتخاب الرئيس في لبنان قبل فوات الأوان وتشكيل حكومة والانطلاق في الإصلاحات، وإلا سيدفع لبنان أثماناً باهظة وخصوصاً أنه يعيش أجواءً في غاية الصعوبة اقتصادياً ومالياً وعلى الأصعدة كافةً.