كتب شادي هيلانة في موقع LebTalks:
في تصريح غير مسبوق، حمل أحد كبار المسؤولين الفلسطينيين في لبنان رسائل نارية طالت ما يُعرف بمحور الممانعة، معتبرًا أن الواقع تغيّر جذريًا، وأن الرهانات التقليدية لم تعد مجدية بعد اليوم.
المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، كشف في حديث خاص لـ LebTalks أن الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية مؤخرًا، تفوق نوعيًا وفعليًا على ما قدمه محور الممانعة طوال سنوات من الضجيج الإعلامي والاصطفافات العسكرية.
وأضاف المسؤول، الذي يتنقل بين بيروت وصيدا ويحتك عن قرب بقيادات الفصائل الفلسطينية، أن "الحرب الأخيرة لم تكن فقط حربًا ميدانية، بل حرب خيارات. وقد ورّطت قوى الممانعة الفلسطينيين في معارك جانبية دفعوا ثمنها باهظًا، بينما ظلّ القرار الوطني الفلسطيني مغيّبًا عن المشهد الحقيقي".
وفي شرحه لما سمّاه "المأزق الاستراتيجي"، أشار إلى أن الكثير من الفصائل وجدت نفسها رهينة لقرارات خارجية لا تعكس مصالح الفلسطينيين الفعلية، بل تُستخدم كورقة تفاوض إقليمية في صراعات لا علاقة للفلسطيني بها مباشرة، "نحن لسنا بيادق على رقعة شطرنج أحد"، قال بحزم.
وأكد أن ما وصفه بالاستثمار السياسي الهادئ والدبلوماسي للمملكة، بات يلقى صدى حقيقيًا في الشارع الفلسطيني، خاصة بعد أن لمس الفلسطينيون أن الشعارات لا تطلق صواريخ، وأن المهرجانات لا توقف العدوان، بل إن بعض القوى التي ترفع شعارات المقاومة تستثمر فيها لتحسين مواقعها في خرائط النفوذ، لا أكثر.
حان وقت المراجعة، يختم المسؤول، مضيفًا: "لا يمكن أن نظل نعيش على ذاكرة مقاومة اخترقتها حسابات إقليمية، فيما يدفع شعبنا الثمن كل مرة".
ضوء أحمر لقوى الممانعة؟
هذا التصريح، الذي اعتبره مراقبون أخطر ما قيل منذ سنوات من داخل البيت الفلسطيني في لبنان، يضع قوى الممانعة في موقف محرج، ويكشف عمق التحول في المزاج الفلسطيني الإقليمي، من سياسة الاصطفاف خلف خطابات شعبوية، إلى سياسة طرق الأبواب الهادئة والفعالة.
فالسعودية - بحسب ما يتضح من تصريحات وتصرفات - باتت تتحرك بدبلوماسية واقعية، تتجنب المتاجرة السياسية بالقضية، وتستثمر بدلًا من ذلك في حراك عربي موحد يقدّم غطاءً سياسيًا دوليًا يعيد القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي على أجندة العالم.