في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة اللبنانية ورفع الدعم عن تكلفة الكهرباء المُنتجة من مؤسسة كهرباء لبنان الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الفواتير، لجأ البعض إلى التخلي عن التيار الكهربائي أو تركيب الطاقة الشمسية لتكون الحل البديل، لكن في دير الأحمر الوضع مختلف بعدما أبصرت مبادرة تنموية لزيادة ساعات الكهرباء بطريقة “صديقة” للبيئة النور، بعد فوزها في مشروع الإنارة للطاقة الشمسية المتجددة.
من هذا المنطلق، يوضح رئيس اتحاد بلدات دير الأحمر ورئيس بلدية بتدعي جان فخري في حديث لـ”LebTalks”، أن “المشروع مموَّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، في ظل تفاقم آفة انقطاع التيار الكهربائي منذ سنتين، إذ إنها قامت به لدعم الكهرباء في لبنان، من خلال زيادة الإمدادات وتوليد الكهرباء بطريقة بيئية بحقول الطاقة الشمسية”.
ويضيف: “الوكالة قدمت هبة للدولة وكهرباء لبنان لخلق مزارع للطاقة البديلة”، مشيراً إلى أن “المشروع عُرض على كل بلديات لبنان، لكن بعض البلديات قدّمت طلبات، منها بلديات منطقة دير الأحمر التي وبعدما نفّذت كل الشروط بمساعدة وتمويل عدد من المغتربين في المنطقة، رسا المشروع على منطقة دير الأحمر والجوار مع بلدة اليمونة”.
ويشير فخري إلى أن “المستفيدين من المشروع حوالي الـ35000 إلى 50000 مواطن”.
ويقول: “يقوم المشروع على أن تتسلّم كهرباء لبنان حقل من الطاقة الشمسية المؤلف من 7 ميغا، لتزوّد الخط 205 أي خط منطقة دير الأحمر بـ8 ساعات كهرباء إضافية، وهذا هو الهدف الأساسي من هذا المشروع”، موضحاً أن “الطاقة التي تصدر تكون لكهرباء لبنان”.
ويؤكد رئيس احاد البلديات “أننا أصبحنا في مراحل متقدمة من تنفيذ المشروع الأرض للمشروع تقدمت من قبل شخص من منطقة بتدعي لمدة 25 عاماً، إذ قدم عقارات عدة بحدود الـ70000 متر لسبيل إنشاء الحقل”.
ويلفت إلى أن “المجتمع المحلي من خلال جمعية من المنطقة قيد الإنشاء يتسلم الإدارة والصيانة وتقديم وتأمين كافة أشكال الدعم الفني والتقني لهذه المنشأة، ويساهم بجزء من كلفة المشروع عبر لجنة الإغتراب ولجان محلية”.
ويتابع: “نعمل مع DT Global وهي الشركة المكلّفة من قبل الولايات المتحدة التي أخذت إدارة المشروع وتنفيذه، وسندخل إلى تفاوض مع كهرباء لبنان لإيجاد بروتوكول بينها والمتجمع المحلي ليحفظ العلاقة بينهما، والشركة تتابع هذا الموضوع”.
ويقول: “الوكالة قامت بمشاريع عدة في لبنان وهذا المشروع واحد منها، والهدف من هذه المشاريع هبوط تكلفة الطاقة، ولتستفيد البلديات، على أن تكون صديقة للبيئة ومستدامة وموثوقة”.
مشروع “الإنارة” أكثر من مجرد مصدر إضافي للطاقة؛ إنه بصيص أمل لأهالي دير الأحمر في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. ومع الالتزام بالاستدامة البيئية، يثبت المشروع أن الحلول الخضراء ليست فقط ممكنة، بل ضرورية لمستقبل لبنان، على ان تكون هذه المبادرة بداية لسلسلة من المشاريع المماثلة التي تنير شوارع لبنان ومنازله، وتخفف من معاناة مواطنيه، والاستفادة من العوامل البيئية بشكل مستدام وفعال.