معارك الحدود الشرقية لن توقع الجيش في فخ "الحزب"

Doc-P-1318178-638747659994763471

عاد الهدوء الحذر الى المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، مع تواصل مستمر بين  مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية، لمنع تفاقم الأوضاع من جديد بعد معارك ضارية على مدى أيام، على أثر قصف الجيش السوري لبلدة القصر اللبنانية، فكان ردّ من الجيش اللبناني الذي عزّز إنتشاره في المنطقة التي تدهور أمنها فجر الاحد، مع إعلان وزارة الدفاع السورية بأنّ مسلحين من حزب الله عبروا الحدود في ريف حمص، وقاموا بخطف ثلاثة من عناصر الجيش السوري عند الحدود اللبنانية وقاموا بتصفيتهم، الامر الذي نفاه "الحزب".

لكن ووفق المعطيات السياسية، هنالك خطة من "الحزب" هدفها إغراق الجيش اللبناني في المعركة، مستعيناً بعنوان "العشائر" الذين يتصدّون للسوريين تطبيقاً لخططه، كما يستعين بـ"الاهالي" لإفتعال اي إشكال، فيما الحقيقة ساطعة بقوة ولم تعد تلك الاكاذيب تنطلي على احد، فالقرار إتخذ من قبل الدولة اللبنانية، ولا تراجع عن سيطرتها على كامل اراضيها وتطبيق القرارات الدولية.

الى ذلك أراد حزب الله إغراق الجيش اللبناني بحسب ما يعتقد بالمعركة المفتعلة من قبله، عبر دسّ جمهوره الذي إستقبل عناصر الجيش في بلدة حوش السيّد علي    لحمايتها وفرض الامن ضمنها، بالكلام المعيب من "خونة وعملاء" والى ما هنالك من كلام مرفوض وإستفزازي.

لا شك في انّ هذه المشاهد المرفوضة لاقت إستنكاراً واسعاً من قبل اللبنانيين، وأكدت بأنّ ما يحاك من قبل "الحزب" لن يوقع الجيش في الفخ، لانّ هدف حزب الله خلق منطقة عازلة بين لبنان وسوريا، للسيطرة عليها كحجة لإبقاء سلاحه، بذريعة غياب الامن على الحدود الشرقية، ما يؤكد انقلابه على القرار 1680 المرتبط بالحدود اللبنانية – السورية والداعي الى ترسيمها. مع الإشارة الى انّ حزب الله كان يستخدم المنطقة المذكورة كقاعدة انطلاق لعملياته، حيث افيد بوجود مستودعات من الراجمات والأسلحة الحديثة والذخائر فيها، كما يهدف الى إبقاء المعابر متفلتة لتهريب الممنوعات وبصورة خاصة السلاح والمخدرات، فيما بدأ الجيش يوم أمس بإقفال بعض المعابر غير الشرعية لوضع حدّ لكل ما يجري، ولا تراجع في هذا الاطار عن إجراءاته الصارمة لمنع اي إحتكاك من جديد، اذ تواصل الوحدات العسكرية المنتشرة بتنفيذ الإجراءات الامنية في حوش السيد عليالهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات.

في غضون ذلك، يستدعي هذا الملف ليس فقط حلولاً امنية انما سياسية وديبلوماسية، وما شهدناه في الايام الاخيرة فتح الباب على مصراعيه لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، نظراً الى التداعيات التي نتجت عنه، لذا فالتفاهم بين الحكومتين مطلوب، ولا بدّ من تواصل دائم لإيجاد حلول جذرية، لانّ المناطق الحدودية اصبحت بؤراً امنية وقنابل موقوتة مذهبية قابلة للانفجار في اي لحظة، ما لم يجد الطرفان حلاً نهائياً لها، من خلال تشكيل لجان رسمية تناقش الملف، مع ضرورة ان تبقى قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين لتطبيق القرار 1680.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: