أعلن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الحرب على ثلاثية الحزب التاريخية: شعب – جيش – مقاومة، فبات الجيش والشعب اللبناني برمته هدفًا لتهديدات الشيخ نعيم قاسم عندما يهدد بإحراق لبنان وبأن لا حياة للبنان إذا نُزع سلاح الحزب.
هذا الدرك الدراماتيكي الذي وصل إليه الحزب في خطابه السياسي من المرجع الأعلى له، إن دلّ على شيء فعلى ٣ أمور أساسية:
الأمر الأول: إفلاس الحزب سياسيًا ووطنيًا، إذ تحوّل من قوة سياسية تدّعي حماية لبنان واللبنانيين، وكونها وسلاحها مصدر قوة للبنان، إلى حركة متمردة تقود عصيانًا سياسيًا وعسكريًا على قرارات الدولة واللبنانيين.
الأمر الثاني: أن كل أدبيات الحزب سقطت وتكشف زيفها وكذبها بمجرد سقوط الأقنعة حول حقيقة مشروع الحزب الذي بات حاليًا مشروع تقسيم لبنان وتدمير الدولة وإسقاط الشرعية الدستورية للمؤسسات ولسيادة البلاد.
أفلم يكن سلاح الحزب موجّهًا ضد إسرائيل؟ فكيف يصبح هذا السلاح موجهًا إلى الداخل اللبناني، وبخاصة ضد الدولة؟
ونقول تقسيم لأن إصرار الحزب على الاحتفاظ بسلاحه لم يعد إصرارًا لدعم الجيش والدولة والسيادة، بل أصبح سلاحًا لاستمرار دويلة حزب الله ضمن الدولة، أي تمتع الحزب بكيانية موازية للدولة وسلاحًا وسياسات موازية لها.
وما استحضار الموقعة الكربلائية في خطاب الأمين العام الأخير إلا من باب النفخ في بوق الفتنة المذهبية وإثارة الحساسيات والنعرات المذهبية والطائفية تمهيدًا لفتنة، علمًا أن الإمام الحسين عليه السلام ذهب وحده إلى كربلاء ولم يكن لديه سلاح وجيش يرافقه.
الأمر الثالث: وهو أن كلام الشيخ نعيم قاسم الأخير شكّل نقطة فاصلة بين حزب الله السابق وحزب الله الجديد: فحزب الله القديم كان حزبًا سياسيًا يملك ذراعًا عسكرية، تحوّل إلى ميليشيا، ومن ثم الآن يتحول إلى فريق متمرد يقود تمرّدًا نأمل ألا يتحول إلى تمرّد مسلح في مواجهة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني.
فهل تحوّل الحزب إلى حركة تمرد ضد الدولة يفيد الحزب وبيئته الحاضنة؟
وانطلاقًا من كل هذا الكلام نذكر الشيخ نعيم قاسم أن لبنان واللبنانيين لا يريدون الانتحار الذي يبشّرهم به، كما أن الدولة لن تتراجع عن قرار حصر السلاح بيدها، وأن التهديد بالهجوم على السفارة الأميركية وبإقفال طريق مطار بيروت وغيرها من مناطق ما دون تنفيذه الدولة والشعب والجيش…
فسيذكر التاريخ أن في زمن الأمين العام نعيم قاسم تحوّل حزب الله من “جيش وشعب ومقاومة” إلى حزب السلاح في وجه الجيش والشعب والدولة… إلى حركة تمرد خارجة عن القانون وعن الشرعية اللبنانية…
فإذا كانت حكومة الرئيس نواف سلام حكومة صهيونية، فماذا ينتظر الحزب لسحب وزرائه منها؟
حمى الله لبنان…