مقاومة نعيم قاسم في “ميزان” حقيقة الميدان

na3im

لم يتفاجأ اي من مشاهدي ومتابعي مقابلة امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم تاريخ 9 آذار 2025 ،بكمية التناقضات، وبغزارة تدفق السرديات والروايات البعيدات مئات من السنين الضوئية عن كل ما هو واقع ومنطقي وعلمي وتاريخي، كما لن يتفاجأ اي منهم في المستقبل مما قد يرده ويصله في المستقبل القريب من تبريرات على لسان مطلقها نفسه لسقوط السرديات والروايات المساقة عبر الاثير المسجل غير المباشر خوفاً وتجنباً للخروقات التقنية العالية للعدو، المنهزم المنكسر، حسب اقاصيص “الراوي” على شاشة المنار.

لقد قال الشيخ نعيم قاسم في معرض حديثه غير المفاجئ للمستمع المشاهد المدرك لما آل اليه وضع حزب قاسم في الواقع وبالوقائع: “عندما نقول المقاومة مستمرة، يعني ان المقاومة مستمرة في الميدان… ليكمل في نفس السياق الخيالي غير العلمي والسوريالي متوجهاً الى شركائه في الوطن من غيرِ “الباصمين المصدقين” على رواياته البطولية الخرافية:”ما حنبطل مقاومة ويلي بيطلع بإيدكن يطلع..”.

لتسقُط سردية “المقاومة في الميدان” وما “حنبطل مقاومة” في ميزان قاسم نفسه وفي نفس المقابلة بقوله: “نحن التزمنا باتفاق وقف إطلاق النار وانسحبنا من ‎جنوب ‎نهر الليطاني وعلى ‎إسرائيل الانسحاب من لبنان” فانسحاب المقاومة من “ميدان” جنوب الليطاني يضع “جدوى” وجود سلاح المقاومة برمته في الميزان لانتفائها من شمال الليطاني ولتسقط معها صفتي المقاومة و”الميدان” عن السلاح المتواجد على ارض بعيدة عن تماس الاحتلال الاسرائيلي وخطره على الحدود.

ليكمل سرديته البعيدة عن الوقائع باتهام معارضيه اللبنانيين بما لم يقوموا به او حتى فكروا فيه بقوله: “أصبحَ إطلاق النار على إسرائيل عندَ البعض جريمة لا تُغتفر..” في حين ان قاسم وفي محطات كثيرة ومتعددة كرر وبعضمة لسانه “ان الحزب قَبِلَ باتفاق وقف  اطلاق النار التي طالبت به اسرائيل” وعاد وأكد في مقابلته مع المنار: “نحن التزمنا باتفاق وقف النار وعلى إسرائيل الانسحاب من لبنان”.

لم يتفاجأ اي من المشاهدين بقول نعيم قاسم ان “حروب الآخرين على أرضنا” هو كلام من لا يمتلكون منطق”كما لم يتفاجأ اي منهم بادعائه “ان العلاقة إيجابية مع الرئيس جوزاف عون”

اذ “ان من لا يمتلك المنطق” حسب توصيف نعيم قاسم السوريالي كرر هذا الكلام من خطاب القسم وتصاريحه التي تلت وصولا الى البيان الوزاري الذي وافقت عليه كتلة قاسم في الندوة النيابية ماحضة الثقة للحكومة المستلهمة خطاب الرئيس في الحياد والتحييد وتوثيقاً لمنطق الرئيس جوزاف عون نعود الى كلمة الرئيس جوزاف عون تاريخ 23 شباط 2025 امام الوفد الايراني الذي ضم رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني… اذ قال الرئيس في منطقه وميزانه “تعب لبنان من حروب الآخرين على ارضه، واوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وافضل مواجهة لاي خسارة او عدوان، هي وحدة اللبنانيين. ونشارككم في ما أشار اليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكد على ان “حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة”، كما تؤكد على انه “تتحمل الحكومة وجميع افراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد او مجموعة او أي مسؤول ان يلحق ادنى ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري للبلاد، او ان ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية”.  كما عاد وأكد في خطابه امام  القمة العربية تاريخ 4 آذار 2025 بقوله: “لقد عانى لبنان كثيرا،لكنه تعلّم من معاناته، تعلم الا يكون مستباحا لحروب الآخرين والا يكون مقرا ولا ممرا لسياسات النفوذ الخارجية ولا مستقرا لاحتلالات او وصايات وهيمنات… علمتني “حروب الآخرين في لبنان”… حين تحتل بيروت او تدمر دمشق او تهدد عمّان او تئن بغداد او تسقط صنعاء يستحيل لأي كان ان يدّعي ان هذا لنصرة فلسطين” لتسقط سردية اخرى من سرديات المقابلة في ميزان الواقع بالوقائع.

اما قول قاسم بـ”لا مانع لدينا من قيام الدولة والجيش اللبناني بالدفاع عن ‎لبنان”

وكأنه يقر بان المانع كان “لديهم” قبل الانتصار الذي اجبر الحزب وقاسم على القبول بمندرجات انهاء سلاحه ووظيفته من جنوب الليطاني وشماله وبسط سلطة الدولة بقواها المذكورة بالاتفاق الممهور بقبول وموافقة والتزام الحزب والتي تستثني الحزب من الحماية والدفاع والامن ولتجعل سلاحه في كفتي ميزان التسليم طوعا او تدميره قسرا على ما نشهده من وقائع وادلة دامغة على الارض… وجرياً على التمادي في النكران و”السوريالية الوهمية”, ينصّب قاسم  نفسه وحزبه قيّمَين على الدولة والوطن يجيز للدولة والجيش اللبناني ،صاحبي الحق باحتكار حمل السلاح على ما وافق عليه حزبه،القيام بدورهما الشرعي القانوني والدستوري بـ”الدفاع عن لبنان”… وليوارب لاحقا بقوله “لا أوراق سرية في اتفاق وقف النار وهو جزء من ـ وكلام الرئيس عن حصرية السلاح ليس موجهًا لنا” لتسقط المواربة بنص الاتفاق الذي وافق عليه نعيم قاسم وحزبه والتزم به حتى في المقابلة المذكورة وفي مقدمته التي تقول حرفيا: “مع الاعتراف بأن هذا القرار يدعو أيضاً إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن السابقة، بما في ذلك “نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان”، بحيث تكون القوات المصرح لها فقط بحمل السلاح في لبنان هي القوات المسلحة اللبنانية “الجيش اللبناني”، وقوات الأمن الداخلي، ومديرية الأمن العام، والمديرية

العامة لأمن الدولة، والجمارك اللبنانية، والشرطة البلدية «المشار إليها فيما يلي باسم “القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان”.

وامام ميزان “الجوهرجية” من الاخ الأكبر نبيه بري مرورا باللجنة الخماسية برئاسة “العم سام” وصولا الى خطاب القسم والبيان الوزاري واجماع اللبنانيين اسقط الحزب خيار الميدان بعد فشله في الرهان بعد الامتحان….

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: