أنطوانيت شاهين.. قد لا يمرّ هذا الاسم على آذان اللبنانيين مرور الكرام، لأن من لا يعرف من هي هذه المرأة المناضلة، لم يعرف مآسي الحرب وأثارها أصلاً.
هي امرأة عانت أشد أنواع الظلم زمن الوصاية السورية، والنظام الامني اللبناني السوري الجائر، هي التي اقتيدت الى وزارة الدفاع وتعرّضت لأبشع أنواع العنف الجسدي واللفظي والمعنوي، والتهمة.. يا لها من تهمة، تهمتها بأنه طُلب منها أن تقول بأن شقيقها جان شاهين الذي ينتمي الى القوات اللبنانية عاد من الخارج الى لبنان وشارك في تفجير كنيسة سيدة النجاة.
ولم تقف التهم هنا، حيث دخلت سراديب التعذيب على أنواعه، من "فروج وبلانكو والجَلد"، وغيرها ومن ثم اتهمت بقتل كاهن في عجلتون.
أنطوانيت شاهين، مقاومة مناضلة واحدة من سلسلة اتهامات لاحقت القوات اللبنانية منذ عام 1994، حين حكموا على قائد القوات سمير جعجع بالسجن لمدة 11 عاماً، وروت سردية اقتيادها الى غرفة في وزارة الدفاع حيث وضعوا رجلاً معصوب العينين أمامها، كان سمير جعجع، وقالت: "كل ما أرادوه هو الإذلال لكنني إستمديت منه قوّة لا ضعفاً".
23 حزيران عام 1999.. صدر حكم الاستئناف بحق أنطوانيت شاهين: "براءة".. وفي شهر تموز 1999 تلقت رسالة من منظمة العفو الدولية تدعوها الى زيارة مقرها في لندن، وهناك التقت عبد السلام سيد أحمد وآخرين، ووصفت بسفيرة المضطهدين. عادت وذهبت الى الفاتيكان وأهداها أحد الكهنة مسبحة من دون صليب قائلاً لها انها تحمل الصليب في داخلها.
من امرأة الى امرأة، ألف تحية وتحية لأيقونة القوات اللبنانية، مثال المرأة الشجاعة المقاومة التي لا تساوم ولو على حساب حريتها وصحتها، إيمانها مثال يحتذى به، إيمانها بربها وبقضيتها وبحزبها وببلدها.