انطلاقاً من لأن “صاحب الحاجة أرعن”، يعمد “الحزب” الذي يمسك بناصية أحزاب وشخصيات المحور الملتحقة به وبمشروعه الى عملية توزيع أدوار بينها ونفض الغبار عن بعضها وإعادتها الى الخدمة بعد الانتهاء والانهاء وأخيراً في إحياء عظامها وهي رميم كما حصل مع النائب السابق اليساري الناصري العروبي الوحدوي الملتحق الملحق بالحزب الاسلامي الايراني التوجه نجاح واكيم.
بما أن “سيرة وانفتحت” ففي مراجعة السيرة السياسية والحزبية والوطنية (مبدئياً) لواكيم نقع على المحطات المتناقضة والمتغيرة في السابق وصولاً الى اليوم في اصطفافه الحالي المرشح أن يكون متغيراً متبدلاً في المستقبل القريب أو البعيد.
انتخب نجاح واكيم في العام 1972 في الندوة البرلمانية عن الخط الناصري اي في خط الرئيس جمال عبد الناصر الذي ناصب العداء لنظام البعث السوري برئاسة حافظ الأسد وكان يدّعي “ناجحاً” انه كان نصيراً وفياً مخلصاً للقضية الفلسطينية ليكون تابعاً لاحقاً لليبيا العقيد معمر القذافي المتهم بإخفاء الامام موسى الصدر.
مع بدء الحرب اللبنانية كان في صف المنظمات الفلسطينية واليسارية والوطنية ليعاديها لاحقاً، فبعد زيارة قام بها الى سوريا في آذار 1976 ولقائه الرئيس حافظ الأسد، طالب نجاح واكيم في 20 نيسان 1976 بـ”دخول القوات السورية الى جميع الاراضي اللبنانية”، وكانت المنظمات الفلسطينية يومها معارضة ومواجهة للدخول السوري، وعندما حاول انتقاد الدور السوري لفظيا لـ”شعبوية مطلوبة” في جلسة مجلس النواب في 26 تشرين الثاني 1996 رد عليه النائب البعثي عاصم قانصو في اليوم التالي متهماً “بأنه يقترب من خانة التآمر لخدمة العدو الاسرائيلي” ليعود واكيم ويعتذر من قانصو والنظام، مؤكداً التزامه بالخط وعلى صداقته لسوريا الاسد.
وبقي على التزامه وصداقته هذه في مرحلة العداء والاستهداف للرئيس رفيق الحريري وفي اصدار كتاب الايادي السود الذي دُبّج وركب من ملفات أرسلتها له “سيدته” “المخابرات السورية” وجهازها اللبناني “السيّد” الآخر على ما اعترف نجاح واكيم شخصياً عن مصادر معلومات الكتاب.
وفي انفصام سياسي شبيه ومن ضمن السيرة نقرأ في 28 تشرين الأول 2005 ورود اسم نجاح واكيم المقرّب من النظام السوري على لائحة المستفيدين من كوبونات النفط العراقي بـ”هبة” من ألد أعداء سوريا أعني به الرئيس الراحل صدام حسين
اليوم يلتحق النائب السابق العروبي الوحدوي الناصري وبنجاح بحزب ديني اسلامي مذهبي مؤمن بولاية الفقيه الايراني المطلقة على المسلمين كما هو مؤمن وممارس لاقامة الجمهورية الاسلامية في لبنان وهذا يلتقي مع ما قاله النائب العلماني العروبي بعد اقرار وثيقة الطائف “انقرطوا الموارنة”.
كما يتماهى خطاب واكيم مع خطابات قيادات الحزب الى حد التطابق في الهجوم على الخصوم المشتركين وفي تخوين فئة واحدة من اللبنانيين اراد الحزب الاسلامي ان تكون من المسيحيين حصراً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبيار الجميل مؤسس حزب الكتائب ونجليه بشير وأمين واحفاده بيار ونديم وسامي وصولاً الى سمير جعجع.
تماهى “العلماني العروبي” ايضا مع اعتراض الحزب الاسلامي الايراني على توقيف ميشال سماحة متلبساً بنقل المتفجرات من سوريا الى لبنان فبعد ان قال رئيس كتلة الحزب الحاج محمد رعد في 9 آب 2012 “لن نسكت على اعتقال الوزير المقاوم ميشال سماحة وفي لبنان قضاة خاضعون لأجهزة امنية مشبوهة والتهم فبركات امنية” قام نجاح واكيم اللا طائفي مقلّدا متطابقا مع تصريح “الاسلامي” رعد في 16 آب 2012 : “توقيف سماحة جزء من ألعاب مخابراتية تستخدم في السجل السياسي”.
في المحصلة ان تغطية واكيم “الناصري” العقيدة لممارسات النظام البعثي في سوريا ولبنان كما تغطيته وهو العلماني العروبي لفكر الحزب الاسلامي الشيعي الإثني العشري المرتبط ماديا فكرياً دينياً سياسياً بإيران الفارسية، لا تعدو كونها دليل على انكشاف وفضح وافصاح عن حقيقة عروبة ولبنانية ووطنية “نجاح” المتقلب والمتغيّر حسب المناخ السائد وحسب العطايا العائدة عليه بالبركات المادية والسياسية، بعيداً من المبادئ والعقائد والالتزام.