Search
Close this search box.

نصرالله “مفاوضاً”: “طريق القدس” لن تمرّ!

nasrallah

“إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، فجبهتنا ملتزمة بإيقاف إطلاق النار بمعزل عن أي اتفاق أو آليات أو مفاوضات لأننا جبهة إسناد”.. السيد حسن نصرالله في 10 تموز 2024

قد يصح على ما ورد في ثنايا خطاب نصرالله وما وراءه صفة خطاب “التهدئة” و”المفاوضات” و”التسويات”، فاذا استثنينا ما كاد يتكرر في خطابات مسؤولي الممانعة من “عنتريات” وايحاءات وتأكيدات عن انتصارات اوضح الواضحات للمحور على الأعداء من اليمن والعراق وسوريا ولبنان وصولا الى غزة، واذا جردنا خطاب نصرالله الأخير من نبوءاته وتوقعاته وتأكيداته بانهيار الأعداء ودولهم المحتم تحت ضربات الفصائل الفلسطينية في غزة ومساهمات الفصائل المساندة، واذا فصلنا ما لطالما بشّرنا به محور المقاومة وما طمأننا به نصرالله في خطابه الأخير عن ان استمرار القتال والمقاومة والمساندة ما هو الا إيذاناً بقرب هزيمة اسرائيل وحتى ازالتها من الوجود.

نقع على جملة من التراجعات تكتية في القليل منها استراتيجية في المعظم كشفها خطاب نصرالله على الرغم من محاولاته اضفاء عكسها. 

في الاستراتيجي نقف عند تاريخ 25 تشرين الأول 2023 ونقرأ في الرسالة التي وجهها نصرالله الى “الاخوة المعنيين في الوحدات والمؤسسات الاعلامية في حزب الله”: “انسجاماً مع حقيقة المعركة القائمة الآن مع العدو الصهيوني منذ ٧ تشرين الأول مع طوفان الأقصى وتأكيداً على هوية التضحيات التي تقدم في سبيل الله تعالى على حدودنا اللبنانية مع فلسطين المحتلة، يُرجى اعتماد تسمية الشهداء الذين ارتقوا من ٧ تشرين الأول بالشهداء على طريق القدس، والإعلان عن ارتقاء اي شهيد جديد بالشهيد على طريق القدس، في بيانات النعي او مسيرات التشييع أو مناسبات الذكرى أو ما شاكل ذلك”.

فـ”حقيقة المعركة” بالمعنى الاستراتيجي الحقيقي كما عبّر عنها نصرالله مكتوبة محضّرة معمّمة علانية و”هوية التضحيات” وسبيلها هي “تحرير القدس” وهي ليست متوقفة على “وقف عدوان” او “فك حصار” أو “تحسين شروط المفاوض الفلسطيني او الحمساوي” او حتى “تقوية دور المحور الممانع”، فـ”طوفان الاقصى” كما عُبّر عنه في أول اعلان عنه هو “خطوة مباغتة تحريرية” غير دفاعية استباقية اريد منها طوفاناً يشارك فيه بقية اطياف المحور من الحزب في لبنان وصولاً الى الحوثي في اليمن وما بينهما.

عليه يكون ما ذكرناه في خطاب نصرالله  الأخير في أول المقال وما قاله في نفس الخطاب انه “يجب أن نصل إلى إتفاق في غزة لأنه السبيل الوحيد لوقف ‏إطلاق النار في الشمال” – على الرغم من تأكيده السابق والحالي على “وحدة المعركة”- خارجاً عن سياق”الانتصارات المبينة” المذكورة أعلاه وخارجا عن التسلسل المنطقي “لجردة الهزائم” التي يمنى بها العدو والتي أحصاها نصرالله في خطابه الأخير.

اما قول السيّد في نفس الخطاب عن أن”حماس تُفاوض عن نفسها وبالنيابة عن الفصائل الفلسطينية وأيضا بالنيابة عن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً ونرضى بها جميعاً”، فهو تسليم استراتيجي بإلغاء او في أحسن الأحوال تأجيل “حرب تحرير القدس” كما هو سدُّ الحزب والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس لمياه طوفانهم والتوقف قبل الانطلاق على طريق القدس كون المفاوضات التي وقع نصرالله على نتائجها سلفا ستفضي في أحسن الأحوال وفي القراءات والتوقعات الممانعة الأكثر تفاؤلاً والصعبة التحقيق الى عودة الأمور في غزة الى ما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول 2023 طبعاً مع احصاء ما يناهز أربعون الف قتيل ومئتا ألف جريح وخسائر وتهجير الملايين ودمار بمليارات الدولارات.

وما يرضاه السيد حسن للفلسطينيين يرضاه للبنانيين الذي دفعوا ويدفعون أثماناً باهظة في الارواح والممتلكات والاقتصاد والسياحة والبنى التحتية في “ميني حرب” مساندة لم تمنع ولم تردع ولم تغنِ عن دمار غزة والقرى الجنوبية اللبنانية المحاذية للحدود وأقصى طموح المحور على الجبهة اللبنانية ان يتوقف العدوان على غزة ليتوقف على لبنان و”يا دار ما دخلك شرّ”.

هنا لا بد ان ندعو نصرالله الى القراءة “لبنانياً” وبعينين الى ما دعانا اليها “اسرائيلياً”، اذ يقول في خطابه الأخير وبعين واحدة: “أدعوكم إلى قراءة ما يُنشر في الإعلام الإسرائيلي، يُترجم وموجود في وسائل الإعلام في الصحافة ومواقع التواصل، حالة الجيش، حالة المجتمع، حالة الحكومة، حالة الأحزاب، حالة الهجرة المعاكسة، حالة الاقتصاد حالة.. حالة.. حالة..”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: