Search
Close this search box.

نصرالله من “الردع” الى “الوعد بالرد” على تمادي العدوان

Lebanese flag borders

مع دخولنا الشهر العاشر على طوفان الاقصى وما استتبعه من اشعال لجبهات الإشغال، ما زالت الاعتداءات الاسرائيلية واقعة على الحجر والبشر في غزة والضفة الغربية والجنوب والبقاعين في لبنان كذلك على الحدود السورية اللبنانية والعراقية وفي العمق السوري، وما زال عداد الخسائر في الارواح والأملاك يسجل ارتفاعاً كما التوغل الاسرائيلي يزداد تعمقاً وتوسعاً.

مواكبة للواقع المذكور أعلاه ما انفك السيد حسن نصرالله عند كل اطلالة من اطلالاته يبشّرنا بالنصر الحتمي المبين ويكرر على مسامعنا جدوى الانخراط في معركة الاسناد ومنها استباق العدوان المفترض وردعه ومنعه والتخفيف عن غزة تمهيدا لوقف الحرب عليها.

في فحص وتمحيص ما جرى ويجري في الميادين الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية نخلص الى ان الاسناد والردع المزعومين لم يوقفا حتى لم يؤخرا  اجتياح غزة وصولاً الى دق ابواب عمق رفح من الداخل، كما انهما لم يوقفا الاعتداءات على الجنوب والاغتيالات وتمددها خارج قواعد الاشتباك وصولاً الى عمق البقاع وعمق الضاحية الجنوبية من بيروت. 

يسجّل للسيد نصرالله معرفته واجادته لملكة اللغة وصوغ العبارات وانتقاء الكلمات ووضعها في اماكنها المناسبة تعبيراً عن حقيقة أهداف ومآل خطابه، اما ما يسجّل عليه على الرغم من ذلك فهو في تناقض القول والعبارات ومعانيها مع حقيقة الواقع المعيوش ونتائجه المناقضة والمجافية للمصطلحات المستعملة ومنها لضرورة البحث الردع والرد.

يعلم السيد ان الردع معناه كما هو وارد في المعاجم العربية “ردَعَ يَردَع، رَدْعًا، فهو رادع، والمفعول مَرْدوع.

رَدَعَ جِمَاحَهُ: كَبَحَهُ، أوْقَفَ انْدِفَاعَهُ، كَفَّهُ، رَدَّهُ من مثل “ردَع الوالدُ ولدَه عن الكذِب: زجَره وكفَّه ومنَعه عنه”ومن مثل “قوَّات رادعة: “قوّات لصدّ العدوّ ومنعه من الهجوم والاعتداء” وهذه الاخيرة يزعم الحزب انه قام ويقوم بمهامها في حين ان قوات الحزب وصواريخه ومسيّراته ولقطاتها المأخوذة عن عمق المواقع الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والحيوية الاستراتيجية لم تمنع العدو عن التمادي في اعتداءاته والغلو وتوسيع استهدافاته واغتيالاته حتى اللحظة.

عليه ومما تقدم لغوياً وعسكرياً واستراتيجياً وواقعياً نحن امام سقوط وظيفة “الردع” عن مقاومة الحزب وعن معركة اسناده المقررة احادياً والمكلفة جماعياً اذ لم يتوقف العدوان ولم يُمنَع ولم يكف عن الاعتداءات ليقرّ نصرالله نفسه معلناً استقالة محوره وحزبه من وظيفة الردع تلك بخطابه العاشورائي تاريخ 17 تموز 2024 بقوله: “تمادي إسرائيل في الاعتداء على المدنيين بالجنوب سيدفعنا للرد واستهداف مستوطنات جديدة”.

هنا ينحدر ردع العدوان ومنعه من الوقوع  الى الرد على العدوان بعد وقوعه واقعاً على الحجر والبشر وليغدو ويبدو امراً واقعاً يتعايش معه الحزب ويصبح الدافع للرد هو “التمادي في الاعتداء على المدنيين” وليس منع الاعتداء او ردعه بحد ذاته او استباقه على ما ورد في menu “طوفان الاقصى” و”معارك الاسناد” بالاذرع الايرانية من اليمن والعراق وصولاً الى لبنان.

يبقى ان قوة الردع التي يتغنى بها الحزب سارية المفعول فقط على شركائه في الوطن مستعملاً في وجههم كل اساليب القمع والتخوين والتمييز لمنعهم من ابداء رأيهم حتى… ففي ردٍّ على من لم يعتدِ عليه من شركائه اللبنانيين حطّ السيد نصرالله من منزلة هؤلاء المواطنين ودرجتهم ليحصر  الشرف والطهارة والكرم ببيئته من دون غيرها من البيئات في نفس الوطن بقوله  “السلام على هذه البيئة الحاضنة الشريفة، السلام عليكم يا أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: