بدأت حركة الإصطفافات السياسية تشق طريقها ربطاً بتطورات المنطقة، وتحديداً حرب غزة والجنوب وصولاً إلى الإستحقاق الرئاسي، ما تبدى خلال مرحلة التمديد للانتخابات البلدية والاختيارية، وما رافقها من فرز ومواقف، ناهيك إلى الإستحقاقات المقبلة المتراكمة، ما يعني أن هذه التحالفات والإصطفافات ستظهر تباعاً وفق الحراك السياسي والمواقف من هذه الجهة وتلك.
في السياق، تكشف مصادر مطلعة لموقعLebTalks ، أن التناغم والتنسيق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"التيار الوطني الحر"، جارٍ على قدم وساق من خلال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب غسان عطا الله، لاسيما بعدما تبين بالملموس أن ليس ثمة أي طرف من الأحزاب المسيحية وتحديداً حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب، سيتلقف خلاف "حزب الله" والتيار البرتقالي، وأن يأتي بهذا التيار إلى صفوفه، لاسيما رئيسه النائب جبران باسيل، الذي يناور في علاقاته مع الحزب من أجل أن يكسب المزيد، كما كانت الحال من خلال حاجته للثنائي الشيعي، وتحديداً حركة "أمل" في انتخابات نقابة المهندسين، وهذا سيسري على الإستحقاقات القادمة، بمعنى رفع سقف شروطه، لأنه يدرك أن الحزب بحاجة إلى حليف مسيحي لتغطية سلاحه ومواقفه وحروبه ولاسيما ما يجري اليوم من الجنوب إلى غزة. وأي خلاف بين الطرفين ما هو إلا توزيع أدوار، وإن كانت التباينات كبيرة، خلافاً لما كانت عليه الأوضاع في مراحل سابقة.
ومن الواضح أن وضعية التيار تهتز بعد عملية فصل لمؤسسي البرتقالي، والذين يعتبرون من المؤسسين، وكان لهم الدور الفاعل في الواقع الذي وصل إليه التيار منذ عودة مؤسسه من المنفى، ولاحقاً إنتخابه رئيساً للجمهورية.
في هذا الإطار، تتابع المصادر، مشيرة إلى أن بري يحاول استمالة صديقه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، إلى صفوف هذا التحالف، أي أن يكون إلى جانب باسيل في الاستحقاقات المقبلة، وتحديداً الإنتخابية، وثمة معلومات ومعطيات بأن لقاءً قريباً سيجمع جنبلاط برئيس التيار جبران باسيل ناهيك عن أنه مشى في التمديد للإنتخابات البلدية كما التيار، وهذا دليل على هذا "النيو" إصطفاف، وسينسحب لاحقاً على الإستحقاق الرئاسي في إطار التسوية المرتقبة، أي توزيع الحصص والمغانم على هذه القوى، ما يعني أن البلد ذاهب في اتجاه مغاير عن السابق بفعل ما يجري من لقاءات وتبدل التحالفات، وقد تكون لمجريات الأوضاع الدولية والحروب الملتهبة في المنطقة، دوراً أساسياً لهذه التبادلات والمتغيرات ربطاً بهذا المعطى.
