دخل لبنان عملياً في مدار الهدنة التي فرضتها زيارة البابا لاوون الرابع عشر اليوم، فتراجعت حركة المسيّرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، إنما لم تتراجع وتيرة التهديدات المباشرة لـ"حزب الله"، الذي استعاد خطابه "الشعبوي" مدعوماً بخطاب إيراني متقدم من حيث التحدي اللافت لكل ما ورد في قرارات الحكومة اللبنانية حول "حصرية السلاح" وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها.
وعلى الرغم من استفاضة المعلومات التي أطلع عليها الجيش الرأي العام المحلي والعالمي، خلال العرض الميداني لمئات المواقع والأنفاق كما الأسلحة التي داهمها وصادر عليها الجيش من الحزب، إلا أن الشكوك الإسرائيلية لم تتراجع بالقدرة على نزع السلاح بالكامل من منطقة جنوب الليطاني، وذلك بدلالة المواقف المعلنة في الساعات الـ24 الماضية، عن عودة الحزب لتعزيز قدراته.
وعلى هذه الخلفية، فإن الثابت كما يقول سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة لموقع LebTalks إن التصعيد الإسرائيلي سيحافظ على معادلته الحالية ومن دون أي جديد سواء باتجاه الحرب أو باتجاه التهدئة.
ويكشف السفير طبارة عن مخاوف حقيقية من سقوط كل محاولات فرملة الحركة الإسرائيلية التي باتت من دون سقف طالما أن الأجواء مفتوحة أمامها لتنفيذ اعتداءات على لبنان من دون مراعاة أي ضوابط أو اتفاقات سابقة، أو حتى تقارير اللجنة الخماسية التي تعود للإجتماع هذا الأسبوع مع زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لبيروت.
وحول ما بعد الهدنة البابوية، يقول السفير طبارة إن الوضع سيكون شبيهاً بمرحلة ما بعد اتفاق وقف العمليات العدائية في 27 تشرين الثاني الماضي، حيث لم تتوقف إسرائيل عن تنفيذ الضربات وهي مستمرة وفق هذه القاعدة، خصوصاً وأنها لا تزال تستطيع دفع كلفتها، وكذلك الأمر بالنسبة للحزب الذي لا يزال قادراً على دفع أثمان هذه الضربات وإن تخطت أحياناً خطوطاً لم يكن يتوقعها كما حصل يوم الأحد الماضي في ضربة الضاحية واغتيال رئيس أركانه هيثم الطبطبائي.