توالت التساؤلات حول ماهية جلسة انتخاب الرئيس التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التاسع من الشهر المقبل، ولاسيما دعوة السفراء، ما أعطاها بُعداً إيجابياً، بمعنى أنه خلال الجلسة سيُصار إلى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، لكن كلام مستشار الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط السيد بولس مسعد أعاد خلط الأوراق من جديد، وبمعنى آخر، هذا الكلام لا يقوله بولس باجتهاد شخصي أو ضمن تحليل وقراءة واستنتاج، بل هو كلامٌ نُقِلَ عن الرئيس ترامب الذي يريد لدى وصوله إلى البيت الأبيض، أن يكون له الدور في انتخاب الرئيس، بمعنى أن لا تحصل “تهريبة” في الوقت الضائع من قبل الثنائي الشيعي، فيُنتخب رئيس خارج الإرادة الأميركية والدولية.
وبناء عليه، فإن موضوع التريّث الذي أشار إليه السيد بولس لثلاثة أشهر، عندما قال: “الذي صَبَرَ لأكثر من سنتين بإمكانه أن يصبر ثلاثة أشهر”، ما يعني أن ثمة جلسة ستحصل في التاسع من كانون الثاني، لكن حظوظ انتخاب الرئيس عادت إلى “المربع الأول” وباتت صعبة إلى حين تبلور مشهدية الإدارة الأميركية الجديدة ومَن ستختار رئيساً، وصولاً إلى الأحداث الدراماتيكية في سوريا التي أعادت خلط الأوراق من جديد، وبمعنى أوضح، بعد هذه المشهدية لا يمكن القول بإن الرئيس سينتخب في التاسع من كانون الثاني المقبل، فالتطورات والحرب في سوريا لها تداعياتها على الساحة اللبنانية بحكم الجغرافية وأكثر من ذلك.
من هنا، المسألة تبدو معقدة وصعبة، وعَودٌ على بدء، فإن وصول ترامب إلى البيت الأبيض سيغيّر الكثير في المشهدية اللبنانية وفي المنطقة، وهو الذي قال: “سيتدمّر الشرق الأوسط إذا لم تُفرِج حماس عن الرهائن، ما يعني أن الرجل لديه أجندته من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وفلسطين، ولذلك جاء كلام بولس مستنِداً إلى نظرة ترامب لكل واقع المنطقة وتحديداً لبنان.