هلوسات النصر: خطاب ينهار وواقع يكشف الحقائق

hezeb

لطالما تباهى حزب الله بسلاحه غير الشرعي ورفع شعارات رنانة، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أنها مجرد وعود جوفاء. اليوم، يجد "الحزب" نفسه أمام واقع مرير: خطاب منهار أمام الوقائع، ووعود تحطمت على صخور الحقائق، ومغامرات عشوائية كلفت لبنان أثماناً باهظة يدفع الشعب وحده فاتورتها.

صرّح الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله، أن "الحزب لن يوقف دعمه لغزة إلا بعد توقف إسرائيل عن عدوانها". ومع ذلك، وعلى الرغم من إرادة معظم اللبنانيين الرافضين لحرب الإسناد التي توقعوا أنها لن تجلب سوى الويلات والدمار، أصر حزب الله على الإبقاء على الجبهة، في خطوة عكست حسابات تدميرية خاطئة انتهت بكارثة على كل المستويات.

أما وعود "الحزب" بأن المعركة ستنتقل إلى الجليل، وأن مقاتليه سيدمرون إسرائيل إذا هاجمت لبنان، فقد كشفت الأحداث زيفها. إسرائيل دخلت عمق الأراضي اللبنانية، محت القرى الأمامية، وألحقت دماراً هائلاً بالجنوب والضاحية والبقاع، تاركة لبنان بحاجة إلى خمس سنوات على الأقل لإعادة الإعمار، وربما أكثر، في ظل غياب أي تمويل مؤكد. وفي المقابل، تستعد إسرائيل لإصلاح أضرارها البسيطة خلال ثلاثة أشهر، مدعومة باقتصاد قوي ومساندة أمريكية غير محدودة.

وفي النهاية، جاءت اتفاقية وقف إطلاق النار لتضع الخاتمة: فصل الجبهات بين لبنان وغزة، بما يعني سقوط الهدف الأساسي لكل ما قام به "الحزب". كرّست الاتفاقية وجوداً مؤقتاً للاحتلال الإسرائيلي في مناطق جنوبية، وجعلت الولايات المتحدة، التي يصفها الحزب بـ"الشيطان الأكبر"، المراقب الفعلي على تنفيذ القرار الأممي الذي يمهد الطريق لنزع سلاحه.

هذه الحرب، التي أصر "الحزب" على خوضها، لم تحقق سوى كارثة وطنية: انهيار اقتصادي، تدمير اجتماعي، وفقدان السيادة لصالح قوى طالما زعم الحزب مقاومتها. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال يحاول تسويق هزيمته على أنها إنتصار. سقط السلاح غير الشرعي اليوم ولبنان لن يبقى رهينة مغامرات حزب الله العبثية، ولن يدفع اللبنانيون بعد اليوم ثمن خطابات لا يمت للواقع بصلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: